تتأثر حالتي المزاجية أثناء مشاهدة المباريات أصبحت الرياضة حاضراً صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها ويتابعون تفاصيلها. وتكشف البطولات الكبرى لكرة القدم، عن التفاتة رجال السياسة والثقافة إلى ذلك المعشب الأخضر الجذاب، فيتحول رجال الصف الأول في البلدان مع المثقفين في لحظات إلى مشجعين من الدرجة الأولى في مدرجات الملاعب أو مهتمين خلف شاشات التلفاز. يحضر الكثير من الساسة إلى مدرجات الملاعب خلف منتخبات بلادهم؛ «دنيا الرياضة» تكشف الوجه الكروي لغير الرياضيين، عبر هذه الزاوية التي تبحث عن رؤيتهم للرياضة، الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين نقدمه عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم، وضيفتنا اليوم شاعرة وإعلامية ومسؤولة تدريب في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بالأحساء اعتدال ذكرالله...* رجال الإعلام الرياضي ينظرون إلى أنفسهم؛ أنهم أصحاب السقف الأعلى في حرية الرأي، ما رأيك في ذلك القول؟ * لا أظنُّ ذلك فهم مُحاسبون كما غيرهم محاسب.. وللحرية ضوابط.. وللرأي حدود! وللسقفِ زوايا لا بد الانتباه لمرتكزاتها وإلا انهار السَّقف وتهالك البُنيان. * بنظرك، لماذا لم تعد الصحافة الرياضية تخرج بعض قادات الإعلام؟ * ليس فقط الصحافة الرياضية.. كل مجالات الحياة المهنيَّة ما لم تكن الرؤية واضحة؛ والأصلُ مُؤسَّس؛ والغاية مدروسة لن تكون هناك مُخرجات سليمة. لن أدعو أحداً لمنزلي بل عليهم الاستمتاع بقراءة ديواني الشعري «وإنَّنِي في الحُبِّ لا أتعَفَّفُ» * بأمانة، ما الفارق بين الصحافي الرياضي، وزملاء مهنته في المجالات الأخرى؟ * لا أجدُ بينهم فوارقاً تُذكر.. فالصحافي بكافة انتماءاته ما يميُّزه مستويات ثقافته؛ وتنوع تجاربه؛ وسنوات خبرته؛ وضوابط مهنته الكتابيَّة المرتكزة على الصِّدق والإبداع الأجمل. * هل يشدك أحد الإعلاميين في الساحة الرياضية؟ * الإعلاميّ الصَّادق مع مهنته وقلمه وجمهوره وأحداث المشهد خفيف الحرف قوي الفعل سهل الامتناع. التعصب سلوك مشين * هناك لهجة سخط وتندر على التعصب الرياضي، هل تصادف تلك النعرة العصبية في السوشال ميديا؟ * التعصُّب في حدِّ ذاته سلوك شائن مَشِين ممقوت لا يقبلهُ دين ولا وطن ولا يطل على فرد أو جماعة إلاَّ وأطاح بهم في وكر الإهانة ومغبَّة الضياع..! يعجبني زمان الدعيع وماجد والجمعان والنعيمة وخليل الزياني وقائدهم فيصل بن فهد * هل حدث أن تأثرت حالتك المزاجية أثناء متابعة إحدى مباريات كرة القدم؟ o كثيراً.. وبالأخصّ مع حالات الانفعال الجاد ومباريات وطننا المهيب والمنتخبات الدوليَّة الأخرى. o للاعبي كرة القدم شهرة واسعة لدى صغار السن، كيف يمكن أن تكون شهرة لاعبي الكرة طريقا لتكريس السلوك الحضاري في حياة النشء؟ o هذه مسؤولية الزملاء اللاعبين الذين جاد الزمان عليهم بشهرة الإنجاز.. فهم مسؤولون عن خلق جيلٍ من الناشئة الذين يقتبسونهم فعلاً وأفكاراً. الشهادات التقديرية * في الرياضة يحصد الفائزون والمبدعون الكؤوس، فما الذي يقابل ذلك لدى المبدعين في المجالات الأخرى ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا؟ * لدينا الكؤوس التقديرية؛ والشهادات التَّشكُّريَّة؛ والدُّروع التِّذكاريَّة؛ والمبالغ الماليَّة؛ والهدايا التَّشجيعيَّة؛ والجوائز العينيَّة وطباعة الإنتاجات الفكريَّة؛ وتمويل المشاريع التَّحضُّريَّة؛ وتذاكر السَّفر لعوالم الآخر المتابع عبر منابر الإلقاء؛ ومنصَّات التواقيع؛ وحوار الفضائيات ورقيَّاً وعبر الأثير .. الخ ! * هل تنادين لأن تكون الرياضة للصحة والمتعة، أم إلى استمرار الاحتراف، رغم اتهام المال بإفساد اللعبة؟ * وما الضَّيرُ لو كانت الرياضة باحترافيَّةٍ ابداعيَّة مُزركشة بشعور المُتعة؛ وموازين الصِّحَّة وفي منأى عن فساد الصَّنعة بمبالغة المبالغ المُكرِّمة للاحتراف! * إذا ظهر بين أبنائك لاعب موهوب، هل ستشجعه لتطوير موهبته، أم تسحبه إلى محيط آخر؟ * حسب رغبته وميوله لا سلطة لنا على الآخرين مالم تتوفر الرغبة ويكون الميلُ حاضراً والموهبة سيِّدةُ الحدث. * ما رأيك بالنتائج التي حققها المنتخب السعودي في كأس العالم؟ * تحتاجُ المزيد من المتابعة؛ والأكثر من الاهتمام؛ والأعمق من الدِّراية؛ وجدِّية الرؤية؛ وحضور التجارب المخضرمة للمساندة وإعانة العاملين في الميدان ... o ما المنتخب العالمي الذي شدك في طريقة لعبه؟ * منتخبنا السُّعودي المهيب زمان الدِّعيِّع وماجد والجمعان والنعيمة وخليل الزيَّاني وقائدهم غفر اللَّهُ له فيصل بن فهد. * بين زملاء مهنتك، من اللاعب البارز على الساحة التي تنتمي إليها؟ * الشَّاعر المهندس جاسم الصِّحيِّح.. دام ابداعُه .. * هل هناك ثمة تشابه بين حكم المباراة ووزارة الإعلام؟ * التوجيه.. المتابعة.. الرقابة.. المساندة.. التشجيع.. التوثيق.. * هل يمكن أن تندرج النظرة القاصرة للرياضة تحت عنوان كتاب المفكر إبراهيم البليهي وأد مقومات الإبداع؟ * لم يحالفني الحظ لمطالعة الكتاب! ويظلُّ القصور في متابعة الأمر مقوما أساسياً لوأد الابداع كيفما كان!. * إذا كان الناقدون السياسيون والاجتماعيون يتمترسون في نقدهم خلف الحشاشين كما قال الكاتب عثمان الصيني؛ فخلف من يتوارى في نظرك الناقدون الرياضيون؟ * خلف صانعي أثرهم وتأثيرهم من قادة ومُموِّلين لصنعتهم النَّتاجيَّة. * بعد إقرار وفاعلية الرياضة النسائية، ماذا ينقصها لتكون أكثر تألقاً؟ * ايماناً ويقيناً واعتقاداً.. بأهميَّة الفِعل الرِّياضيِّ.. لسلامة الفِكر قبل البدن؛ وصحَّة العقل قبل القلب؛ وأمان النَّفس قبل الجسد .. ومتعة الوقت قبل فائدة التَّكسُّب صَنعةً وحُضُورا ..! * بين القمر والشمس هل هناك ثمة مكان لميولك؟ * مسافةُ ضوءٍ مُشترَك بين هالة قمرِ الحُبِّ؛ وشُعاع شمسِ الوِصال. * لمن توجهين الدعوة من الرياضيين لزيارة منزلك؟ * ليس لزيارة منزلي بل للاستمتاع بقراءة ديواني الشِّعري الحديث -وإنَّنِي في الحُبِّ لا أتعَفَّفُ- الصَّادر من بيروت مؤخّراً بعد ركلة نجاح ماتع.. وحيَّاهم وبيَّاهم جميعاً. * هل سبق وأن أقدمتِ على عمل وكانت النتيجة تسللا بلغة كرة القدم؟ * كثيراً.. كثيرا.. وربما أغلب ركلات حياتي جاءت تسلُّلاً عدا القليلَ الأقلَّ أصبتها بهدفٍ لا زلتُ أعيشُ نشوةَ التَّصويب. حب مفعم بالحياة * ما هي المساحة الحقيقية للرياضة في حياتك؟ * للتوِّ.. ومنذ شهر فقط اشتركتُ في صالة قوة نسائية ولمدة سنة كاملة ووجدتُ حقاً مساحة حبِّ مفعمٍ بالحياة ينبضُ أملاً وحيويَّةً وضياء لا أظنُّني سأفارقه ما عشتُ العُمرَ يوماً في نجاة.. واستكثرتُ الفائتَ مما مضى دون الرياضة ومساحاتها المكتنزة حياة. * لأي الأندية تدين الغلبة في منزلك؟ * المنتخب السُّعودي لا غير * البطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟ * للمتخاذلين المتقاعسين الخائبين العاجزين عن نصرة الوطن ولو بأحرفِ كلمةٍ واحدة عبر الأثير. * ولمن توجهين البطاقة الصفراء؟ * للناشطين المُبدعين الذين منحهم الوطن كلَّ شيء وحتى الآن لم يقدِّموا له أيَّ شيء ! فلينتبهوا جيِّدا.. وليتحذَّروا أيضا.. مصداقية المشهد * إن قيض لك اقتحام المجال الرياضي ما الأمر الذي يحسب له ألف حساب؟ * مصداقيَّة التَّعامُل مع المشهد؛ وفاعليَّة الحُضُور وإن كان باهِتاً.. * وهل ترين بأن الرياضة ثقافة وإن كانت كذلك فكيف نتعامل مع تلك الثقافة على الوجه الأكمل؟ * لكلِّ فِعلٍ حَيَواتِيٍّ وُجودِيٍّ كائنٍ ثقافة.. للأكلِ ثقافة.. للبسِ ثقافة للحديث ثقافة للشارع ثقافة.. للحبِّ ثقافة.. وللتباغُض ثقافة.. وثقافة الرياضة أراها مزيجاً تكامُلياً من ثقافة النَّفسِ والبدن.. علينا جميعاً أن نُدركه جيِّداً ونقفُ عندهُ وقفاتِ إيمانٍ جادّة نصنعها ويقين الانتقاء لحضارة الشُّعوب وأفعال الأمم.. واصطفاء التَّأدُّم البَشَرِي النَّهضوي الفاعل ومواكبة العُصُور.. في ظلِّ الرؤية الحضارية الملامسة لهام السَّحاب. وهنا تتوشح العلم السعودي المنتخب السعودي الشاعر جاسم الصحيح ماجد والنعيمة