الرياضة لم تعد للتسلية فقط.. بل لتقديم الدول المثقفون لا يحصلون على ما يحصل عليه الرياضيون وعي اللاعب السعودي يتمثّل في الابتعاد عن قصات الشعر الغريبة والوشوم أنا وأسرتي اتحاديون.. وسأدعو الهلاليين لبيتي بعض المثقفين ينظرون للرياضة نظرة متطرفة والتسلل أنقذني من أعمال غير محمودة تكشف البطولات الكبرى لكرة القدم، عن التفاتة رجال السياسة والثقافة إلى ذلك المعشب الأخضر الجذاب.. يتحول رجال الصف الأول في البلدان مع المثقفين في لحظات إلى مشجعين من الدرجة الأولى في مدرجات الملاعب أو مهتمين خلف شاشات التلفاز. في كأس العالم 2018، حضر الكثير من الساسة إلى مدرجات الملاعب الروسية خلف منتخبات بلادهم، واختلط الرياضيون برجال السياسة، بل إن السياسيين امتطوا صهوة الرياضة ليعبروا من خلالها إلى قلوب شعوبهم. «دنيا الرياضة» تكشف الوجه الكروي لغير الرياضيين، عبر هذه الزاوية التي تبحث عن رؤيتهم للرياضة، ضيفنا للزاوية اليوم أستاذ الإعلام - كلية الاتصال والإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة د. أحمد قران الزهراني. *رجال الإعلام الرياضي ينظرون إلى أنفسهم؛ أنهم أصحاب السقف الأعلى في حرية الرأي، ما رأيك في ذلك القول؟ * كرة القدم لعبة جماهيرية تختلف فيها الميول وأعمار متابعيها وتأتي ضمن وظائف التسلية والترفيه، ولا تتعلق بقضايا الرأي العام أو ما يمس أمن الوطن بشكل مباشر، وبالتالي مساحة الحرية فيها واسعة، وتتحمل كل الآراء خصوصاً إذا ما خلت من التعصب الذي يستنقص من الآخرين، وهذه المساحة تتيح طرح الآراء وفق خبرة المتحدثين وميولهم ولا تؤثّر آراؤهم تأثيراً سلبياً على بنية المجتمع وتماسكه وأمنه، وبالتالي لا مشاحة ولا ضرر من الآراء المطروحة في وسائل الإعلام حول الألعاب الرياضية على المجتمع بعكس آراء المثقفين والمفكرين التي قد تؤدي إلى تغيير كثير من المفاهيم والقيم المجتمعية. * بنظرك، لماذا لم تعد الصحافة الرياضية تخرّج بعض قادات الإعلام؟ -سؤال مهم والإجابة عليه تكمن في نوعية الصحفيين الرياضيين الذين يمارسون هذه المهنة وهم ثلاث فئات: فئة هاوية وليست لديها الموهبة، ولا التعليم العالي، ولكنها وجدت فرصة في الانخراط في هذا المجال الذي ليس له معايير للأسف الشديد، وبالتالي تقف عند حد معين من الطموح ربما لا يتعدى الشهرة. فئة متعلمة ولكنها ليست متخصصة، ولسهولة إبداء الرأي في الرياضة انخرطت في هذا المجال واكتفت بأن تكون ضمن من يشار إليهم بأنهم صحفيون رياضيون ويستضافون في القنوات الرياضية والصحف والمجلات. فئة متخصصة رياضياً أو صحفياً وهذه الفئة لم تأخذ حقها كما ينبغي وهو المؤمل منها أن تكون قيادات إعلامية، لكن بعضهم اكتفى بأن يكون ضيفاً على المناسبات والقنوات الفضائية ووجد أنه حقق طموحاته. روح القيادة الإعلامية اختفت في عصر البحث عن الشهرة السريعة والسهلة. * ما الفارق بين الصحافي الرياضي، وزملاء مهنته في المجالات الأخرى؟ * الفارق كبير.. أغلب الصحفيين الرياضيين ليست لديهم رغبة في التطوير ولا يملكون طموحات غير الشهرة ويجنحون إلى التعصب الذي يؤدي إلى خلل في بنية المجتمع، رغم أن هناك نماذج تسعى إلى تطوير ذواتها إلا أنها قليلة. أما الصحفيون في التخصصات الأخرى فيسعون دائماً إلى تطوير أنفسهم والسعي خلف الأعمال الصحفية التي تخدم المجتمع وتؤثر في الرأي العام باتجاه إيجابي. *هل يشدك أحد الإعلاميين في الساحة الرياضية؟ * هناك أسماء جيدة وحيادية وذات وعي صحفي ورياضي لكنها قليلة. *هناك لهجة سخط وتندر على التعصب الرياضي، هل تصادف تلك النعرة العصبية في السوشيال ميديا؟ * للأسف ليس التعصب الرياضي في وسائل التواصل الاجتماعي فحسب بل حتى في وسائل الإعلام التقليدية والسنوات الماضية ارتفعت وتيرة نبرة التعصب الرياضي وقد ساعد في ذلك الحرية المتاحة للناس في وسائل التواصل الاجتماعي، التعصب الرياضي آفة كبيرة. *هل حدث أن تأثرت حالتك المزاجية أثناء متابعة إحدى مباريات كرة القدم؟ -عادة لا أتأثر كثيرًا مزاجيًا أثناء المباريات، ولا بعدها لكن يحدث ذلك نادراً، خصوصاً في مباريات المنتخب وبعض مباريات الاتحاد. *للاعبي كرة القدم شهرة واسعة لدى صغار السن، كيف يمكن أن تكون شهرة لاعبي الكرة طريقاً لتكريس السلوك الحضاري في حياة النشء؟ -وكيف يحدث تكريس السلوك الحضاري في ظل القصات والوشم والسلوكيات المعيبة التي يرتكبها اللاعبون؟ لابد من وعي اللاعب السعودي بمكانته الاجتماعية وتأثيره على الأجيال الصاعدة وبالتالي عليه أن يترك القصات والوشم وأن يعكس الأخلاق العربية والإسلامية بسلوكه وتصرفاته. *في الرياضة يحصد الفائزون والمبدعون الكؤوس، فما الذي يقابل ذلك لدى المبدعين في المجالات الأخرى ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً؟ -المثقف في كل الاتجاهات يعمل من أجل المجتمع حاضراً ومستقبلاً وينتظر التقدير، ولكنه إذا لم يجد الجوائز من قبل المؤسسات الثقافية والاجتماعية فسيستمر في عطائه إلى آخر عمره دون النظر إلى ما سيجنيه من جوائز. * هل تنادي لأن تكون الرياضة للصحة والمتعة، أم تدعو إلى استمرار الاحتراف، رغم اتهام المال بإفساد اللعبة؟ - لسنا وحدنا لكي نقرر بأن تكون الرياضة للصحة والمتعة أو لعبة احترافية، نحن ضمن منظومة عالمية تحكمها قوانين وأنظمة ورؤية وتوجه وبالتالي لابد أن نسير وفق هذه المنظومة العالمية. المال لم يفسد اللعبة بل طورها وجعلها وفق أسس رياضية فنية وعلمية، وارتفعت المستويات الفنية الرياضية، وأصبحت تمثل واجهة للدول، ويحضرها ملوك ورؤساء دول ويتفاعلون مع منتخباتهم؛ إذاً لم تعد لعبة للتسلية فقط بل لتقديم الدول، ولعلنا نستعيد لقطة الجمهور السعودي في مدرجات ملعب روسيا حينما قاموا بتنظيف المدرجات كيف تناقلت وسائل الإعلام العالمية هذا السلوك الحضاري، ولو انفقنا من المال الكثير لتحسين الصورة لن يكون له صدى مثل تلك اللحظة، إذًا كرة القدم أصبحت واجهة حضارية لا يجب التقليل من شأنها. *إذا ظهر بين أبنائك لاعب موهوب، هل ستشجعه لتطوير موهبته، أم تسحبه إلى محيط آخر؟ - كل أبنائي تعدت أعمارهم الفرصة للعب لكن رغم انحيازي الكامل للعلم، ومواصلة الدراسة إلا أن الموهبة تفرض نفسها، ولو وجدت أحداً منهم لديه الرغبة لما منعته بشرط ألا يترك الدراسة. * ما رأيك بالنتائج التي حققها المنتخب السعودي في كأس العالم؟ -في ظل الإمكانات الفنية لا بأس بها، الجمهور السعودي ليس متصالحاً مع الواقع، ويطمح في أن يحقق نتائج أكبر من إمكانات لاعبي المنتخب وللأسف الإعلاميون الرياضيون لهم دور سلبي في شحن الجماهير وبالتالي يعيشون في أحلام أكبر من الواقع. * ما المنتخب العالمي الذي شدك في طريقة لعبه؟ - منتخب كرواتيا ومنتخب فرنسا ومنتخب المكسيك. *بين زملاء مهنتك، من اللاعب البارز على الساحة التي تنتمي إليها؟ - كل زملائي لاعبون بارزون في مجالاتهم. *هل ترى ثمة تشابه بين حكم المباراة ووزارة الإعلام؟ - يخلق من الشبه أربعين. *هل يمكن أن تندرج النظرة القاصرة للرياضة تحت عنوان كتاب المفكر إبراهيم البليهي وأد مقومات الإبداع؟ -هناك رؤية متطرفة من بعض المثقفين تجاه بعض الفعاليات والأنشطة المجتمعية، ومنها كرة القدم وكأنهم يريدون أن يكون كل المجتمع مبدعاً ومفكراً ومثقفاً وهذا لا يمكن أن يكون ولن يكون، علينا أن نحترم مواهب الآخرين وتوجهاتهم وأنشطتهم، ومن ذلك الأنشطة الترفيهية وهي أنشطة مطلوبة للمجتمعات لكي يخففوا على أنفسهم من ضغوطات الحياة، إضافة إلى أن الأعمال المجتمعية هي أعمال تكاملية؛ بمعنى أن لكل إنسان دوره في الحياة يتقاطع بشكل أو بآخر مع الأدوار الأخرى للآخرين لتكتمل منظومة الأعمال الحياتية كل حسب دوره. * إذا كان الناقدون السياسيون والاجتماعيون يتترسون في نقدهم خلف الحشاشين كما قال الكاتب عثمان الصيني؛ فخلف من يتوارى في نظرك الناقدون الرياضيون؟ * مقولة تدفعني إلى الصمت... لا تعليق. *بعد إقرار وفاعلية الرياضة النسائية، ماذا ينقصها لتكون أكثر تألقاً؟ - ينقصها الدعم والجرأة والزمن. * بين القمر والشمس هل هناك ثمة مكان لميولك؟ - هي القمر وأنا الشمس. *لمن توجه الدعوة من الرياضيين لزيارة منزلك؟ - الأمير طلال بن منصور، والأمير عبدالرحمن بن مساعد وتركي آل الشيخ، ومنصور البلوي، ونواف المقيرن، وخليل الزياني، وماجد عبدالله، ومحمد نور، ويوسف الثنيان، وسامي الجابر، وخميس الزهراني، ومحمد عبدالجواد. *هل سبق وأن أقدمت على عمل وكانت النتيجة تسلل بلغة كرة القدم؟ - كثيراً ما كان التسلل حامياً لي من أعمال قد لا تكون محمودة. *ما المساحة الحقيقية للرياضة في حياتك؟ - كنت مهووساً بلعب كرة القدم، والآن أصبحت محباً لمتابعتها ومشاهدتها. *متى كانت آخر زيارة لك للملاعب السعودية؟ -زيارة ملعب باريس سان جيرمان في المباراة التي جمعته مع برشلونة. *لأي الأندية تدين الغلبة في منزلك؟ -الأسرة كاملة تدين بالحب لنادي «الوطن» الاتحاد. * البطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟ - في وجه كل رياضي يتملق من أجل مصلحة ذاتية. *ولمن توجه البطاقة الصفراء؟ - لكل رياضي لا يتمسك بالأخلاق والقيم المجتمعية. *إن قيض لك اقتحام المجال الرياضي ما الأمر الذي تحسب له ألف حساب؟ - لم يتبق من العمر ما يجعلني اقتحم المجال الرياضي وإن حدث فسأعمل لكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة ألف حساب لأنني ساعتئذ سأكون في دائرة الضوء، وتراني كل فئات المجتمع. *وهل ترى بأن الرياضة ثقافة وإن كانت كذلك فكيف نتعامل مع تلك الثقافة على الوجه الأكمل؟ - الرياضة ثقافة عالمية، وعلينا أن نستغلها من أجل خدمة الوطن، ورفع صورته أمام العام، فكرة القدم سلاح ناعم يؤثّر في نظرة الشعوب إلى غيرها نظرة إيجابية، الرياضة سلوك حضاري وصحي، وعلم متخصص له نظرياته ونماذجه ولغة عالمية، هي الثقافة التي جعلت أسماء دول فقيرة معروفة عالمياً هي ثقافة تتجلى في قيم العدل والمساواة، حيث لا فرق بين لاعب كبير أو صغير، ولا أبيض ولا أسمر داخل الميدان، إذاً هي ثقافة تؤثّر في القيم والسلوك العالمي. أحمد قران الزهراني يوسف الثنيان خليل الزياني ماجد عبدالله Your browser does not support the video tag.