عندما يشعر الشاعر بتلك الأحاسيس التي تجول في الخافق، وينبض بها القلب، وتترجمها المشاعر بمفردات جزلة تكشف لنا هذه الأحاسيس، وهذه العبارات المرهفة، والصادقة، ويختار من الشعراء من يرد عليه صدى الصوت ويجيبه للنداء، وتكمل المتعة، وتتضح معالم الصور الشاعرية عندما يجد من يجاريها بنفس الشعور، ونفس البحر، والقافية، وحتى عدد الأبيات.. وقد لمست هذا الإبداع المتبادل بين الشاعرين الحميدي الحربي وحمد الأسعدي من خلال هاتين القصيدتين الرائعتين اللتين أبدعا فيهما، وتقاسما كل ما تعنيه الكلمة من الجمال والتألق، وقوّة الملكة الشاعرية، ومكامن الإبهار: الصوت يالأسعدي هجس الخفوق أنتحى به يتبع صدى صوتٍ بعيدٍ يناديه أول نداء من غير تفكير أجابه وعجزت تضمّه يا بو مَاجد محانيه عاف الغدير وراح يطرد سرابه صمّل برأيه ما سمع صوت ناهيه وسرى بليلٍ كل شيٍ بدابه إلا الفرج ما لاح نوره لساريه والدرب طال.. وبالعذاب انتهابه وأصبح مثل معمي عيونه بأياديه ممن هوى ذاق العذاب.. ورضابه ويقول للي ينصحه عن مشاهيه لو عذّب الغالي لذيذٍ عذابه الغيث يجرح بالوطى قبل يحييه وقام ايتعظم يالعتيبي صوابه في غمرة أشواقه.. ومسعول أمانيه وصاحبك بالحيره يكسّر حسابه هاجوس يدني به.. وهاجوس يقصيه عنده سؤال ما تتيسّر جوابه هو يترك المرقاب .. والا يعديه؟ الحميدي الحربي الصدى يا مرحبا باللي قصيده شدا به قلبي قبل يعرف خفايا معَانيه الحربي أرسل لي وحدّد نصابه يشكي لي الهوجاس بأعذب قوافيه من صاحبٍ صوته غذاه وشرابه هَمساته الحلوه تميته وتحييه اللي رمع له خافقه واشتقابه يحكم على قلبه ويهزم محاميه خلٍ صدى صوته جعل له مهابه وأصبح خياله في خياله يناجيه خيال محبوبه شكّل سحابه فوق الخفوق ولا يبلل مضاميه ومدام راضي في عذابه وأدابه وتقول للنّصاح مَاني مجافيه ما نيب قايل لك تجنّب جنابه ولا قايلٍ يا صاح دوّر حراويه يا بو حمد لو طال دربٍ مشابه صاحبك لابد الليالي تدنيه سألتني واليوم هاك الإجابه مركب غرامك حاول إنك ترسيه حمد الأسعدي الحميدي الحربي