لم يكن الحادث الأخير الذي تسبب فيه لغم فردي زرعته ميليشيا الحوثي الانقلابية في بتر قدمي امرأة الاثنين الماضي في مديرية الشقب بمحافظة تعز جنوب غرب اليمن، كما أكدت التقارير أن ألغام الحوثي قد تسببت في استشهاد وإعاقة المئات من السكان المدنيين بينهم أطفال ونساء وكبار سن في مختلف محافظات اليمن التي وصلت إليها الميليشيا. وقال الباحث والمحلل السياسي اليمني محمود الطاهر: إن الألغام أحد الأسلحة التي باتت تستخدمها الميليشيات الانقلابية بحق المدنيين في اليمن، والتي تغتال كل يوم مدنيين وسط صمت دولي غريب، لافتاً إلى أن هذه الألغام تسببت في مصرع المئات من اليمنيين وتسببت في إعاقة الآلاف منهم، واصفاً ذلك بالجرائم ضد الإنسانية التي يجب أن يتقدموا للمحاكمة الدولية لما يفعلونه بحق الشعب اليمني أمام مسمع ومرأى العالم. وأضاف الطاهر أن مشروع مسام الذي دشنه مركز الملك سلمان للإغاثة في اليمن يعد عملاً إنسانياً من الدرجة الأولى، وهذا ليس غريباً على مواقف المملكة العربية السعودية ومساندتها القوية للشعب اليمني في محنته الحالية، مشيراً إلى أن "مسام" نجح في نزع أكثر من 2500 لغم من ضمن مئات الآلاف من الألغام التي زرعتها الميليشيات في كل اتجاه في اليمن وبطريقة عشوائية تكشف عن انهيار الإنسانية لديهم بأن ينشروا الموت في كل مكان. وطالب الطاهر جميع الهيئات الدولية والمعنية بحقوق الإنسان والشعوب لردع ميليشيات الحوثي التي باتت تتصرف بلا رادع وتتحكم في مقدرات الشعب اليمني، وتغتاله إذا ما رفض التعاون معهم من خلال القتل بعدة طرق عى رأسها زرع الألغام في الشوارع والميادين والطرق الرئيسة. من جانبه، أكد رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية عادل عامر أن ميليشيات الحوثي بلغ بها الجرم أن تزرع أكثر من مليون لغم بلا خرائط وبطريقة عشوائية وفي مناطق قريبة جداً من الأحياء السكنية وفي معظم الطرق الرئيسة المؤدية إلى مساكن الشعب اليمني، مؤكداً أن اليمن يعد من أكبر الدول في المنطقة الآن التي تتعرض لزرع ألغام في معظم مناطقها تحت سمع وبصر الأممالمتحدة، متسائلاً متى تتدخل الأممالمتحدة والهيئات الدولية المعنية لوقف جرائم الميليشيات في اليمن بحق الشعب خاصة أطفاله وشبابه، وبقتلهم بهذه الطريقة هو تهديد صريح لمستقبل اليمن، مؤكداً أن كل الدلائل والمؤشرات والتصرفات للميليشيات تؤكد أنهم يريدون المزيد من الفوضى وعدم استقرار اليمن. وأوضح عامر أن الحكومة اليمنية نجحت في انتزاع أكثر من 400 ألف لغم ولكن الميليشيات مستمرة في زرع المزيد منها، مما يؤكد أنها تريد باليمن شراً وتسعى في اتجاهين إما الاستيلاء على اليمن وتحويله إلى ولاية تابعة لإيران أو تدميره وقتل شعبه بكل السبل من خلال زرع الألغام في كل الطرقات والشوارع الرئيسة في الأحياء السكانية، لافتاً إلى أن هناك أكثر من 150 طفل وامرأة يمنية قتلوا جراء انفجار ألغام الحوثي، فضلاً عن تدمير أكثر من 500 منزل، مطالباً الأممالمتحدة باتخاذ قرارات حاسمة ضد هذه الميليشيات قبل ارتفاع عدد الضحايا كل يوم.