طالب عدد من المختصين، المنظمات الإقليمية والدولية بدعم المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن «مسام»، الذي أعلن عنه مركز الملك سلمان للإغاثة. وأكدوا في تصريحات ل«اليوم»، أن المشروع يعتبر أحد المشاريع الإنسانية الضخمة التي تقدمها المملكة العربية السعودية، لخدمة الشعب اليمني من خلال تخليصه من الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية بشكل عشوائي. وأكد المختصون، أن تنفيذ المشروع في الأراضي اليمنية التي تم تحريرها، سيجعل حياة المواطنين وتحركاتهم أسهل، خاصة أنهم عانوا خلال الفترة الماضية من عشوائية الألغام التي أحدثت أضرارا بالغة بالبشر. وطالب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، الدكتور مفلح بن ربيعان القحطاني، المنظمات الدولية والهيئات الإنسانية بدعم جهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، المتعلقة بتقديم المساعدات للشعب اليمني وخاصة فيما يتعلق بالمساعدة في إزالة الألغام وإيصال مواد الإغاثة إلى مستحقيها، في ظل تعنت ميليشيات الحوثي الانقلابية، ومنعها إيصال هذه المساعدات للسكان في المناطق التي تسيطر عليها، واستمرارها في زرع الألغام وتجنيد الأطفال مما يشكل جرائم حرب ينبغي مساءلة هذه الميليشيات الخارجة عن القانون عنها. وقال الدكتور القحطاني: «إن المنظمات الحقوقية الدولية والإنسانية مطالبة بالانخراط في تقديم المساعدات وتوزيعها في الميدان، ودعم جهود مركز الملك سلمان للإغاثة بدلاً من الوقوف عند الانتقاد الذي يسهم في تشجيع الميليشيات الحوثية الانقلابية على التمادي في إلحاق الأذى بالشعب اليمني والشعوب المجاورة، وتمنى القحطاني أن تحسم معركة الحديدة سريعاً لما في ذلك من إنقاذ للمدنيين من سيطرة الميليشيات الحوثية الانقلابية. من جانبه، قال د. فهد سعد ال حميد عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود: إن المشروع الوطني الكبير «مسام»، يعتبر أحد أبرز المشاريع الإنسانية التي تقدم لخدمة الشعب اليمني، حيث يتم من خلال المشروع العملاق نزع 600 ألف لغم في المناطق التي تم تحريرها من العبث الحوثي. وأضاف د. فهد: إن هذا المشروع الكبير، يجب أن يجد الدعم من المنظمات الإقليمية والدولية، حتى يحقق أهدافه الإنسانية كاملة، مشيرا الى أن هناك نحو 130 ألف لغم بحري مضاد للزوارق من شأنها إعاقة الملاحة البحرية ما لم تتم إزالتها بصورة نهائية، وأشار إلى معاناة اليمنيين جراء زراعة الألغام بشكل عشوائي من قبل الحوثيين. وفي السياق، ندد المحكم الدولي والمستشار القانوني علي بن محمد القريشي بانتهاج الحوثيين زراعة الألغام بطرق عشوائية وغير منظمة أو موثقة بخرائط، حيث يشكل ذلك تحديا لمستقبل اليمن، كما يشكل صعوبة بالغة في التخلص منها سريعا، فقد يحتاج ذلك إلى عشرات السنين لانتزاعها، حيث إن بقاء تلك الألغام سيتسبب في حصد المزيد من الأرواح بين المدنيين الأبرياء. وقال القريشي: إن الألغام البحرية قد تشكل خطرا على الملاحة الدولية في البحر الأحمر مستقبلا، وهو ما يحتاج وبشكل عاجل إلى جهود إنسانية دولية ضخمة لنزع تلك الألغام، وتطهير الأرض اليمنية وسواحلها، وتحييد خطر هذه الألغام وإعادة روح الحياة إلى الأراضي اليمنية المحررة من قبضة الميليشيات الحوثية. واعتبر القريشي أن إعلان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، عن المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن، يعتبر مبادرة إنسانية فاعلة في طريق تخليص اليمن من هذا الخطر الذي تسبب به الانقلابيون، وهي مبادرة إنسانية مهمة. وبين القريشي أن مشروع «مسام»، يمثل الحياة في مواجهة مشروع الموت، والذي يضاف إلى سجل الخير والعطاء لمركز الملك سلمان تجاه الشعب اليمني منذ تأسيس المركز في العام 2015، والذي خصص في عامه الأول، مبلغ مليار ريال سعودي لإغاثة الشعب اليمني، ثم تتابعت جهوده الإنسانية لتشمل كل مناطق اليمن من المهرة إلى صعدة ومن سقطرى إلى الحديدة.