الشاعر شديد الرياحي البقمي من الأسماء اللامعة والبارزة في سماء شعر المحاورة، ويعد من شعراء المعنى، ويبتعد في محاوراته عن الإسفاف والتجريح وابتذال القول، أثنى على شاعريته العديد من شعراء المحاورة أمثال رشيد الزلامي - رحمه الله -، ومستور العصيمي، وحبيب العازمي. كان لنا معه هذه الوقفة: * شديد الرياحي.. أين هو الآن من الساحة؟ * أنا موجود في الساحة، وإذا كنت تقصد التقييم.. فأنا لا أقيم نفسي إطلاقاً وجمهوري الغالي هو الذي يقيم عطائي ومكانتي في الساحة. * عدد من الجمهور يرى أنك ابتعدت عن الساحة، والبعض يرى أنه قلّ عطاؤك؟ o لا هذه ولا تلك إطلاقاً، فأنا موجود وإن قل وجودي في الساحة، وقلّت حفلاتي بسبب ارتباطاتي العملية، فعملي هو الأولى وهو الأبدى، فعندما يتعارض عملي مع وجود حفلات أعتذر عن حضور الحفلات هذا هو السبب. * كيف تقيم الساحة الشعرية الآن من حيث إقبال الجمهور واهتمامه ونقده بشعر المحاورة؟ * جمهور المحاورة في ازدياد مستمر وبمعدل ملحوظ من حيث الإقبال على ساحة المحاورة ومتابعة المحاورات في وسائل التواصل الاجتماعي كافة واهتمامه بذلك ونقده وتقييمه وتذوقه. * الشاعر شديد الرياحي شكل في حقبة من الزمن مثلثاً شعرياً مع الشاعرين مستور العصيمي وحبيب العازمي، ما مدى استفادتك من ذلك؟ ولماذا تفكك ذلك الترابط الحميم؟ * أولاً أود أن أوضح أن أي تكرار لأسماء شعراء مع بعضهم أثناء المحاورة في أكثر من حفلة لا دخل للشعراء فيه إطلاقاً، وذلك راجع لأصحاب الحفلات، فصاحب الحفلة يحرص على أسماء الشعراء ويوجه لهم الدعوة للمشاركة في حفلته. وبالفعل تكرار اسمي مع الشاعرين العلمين مستور العصيمي وحبيب العازمي، فالعديد من الحفلات مكسب شعري لي، ولا يوجد أدني شك بأنني استفدت شعرياً من ذلك التكرار، وبالاحتكاك مع هذين العلمين في ساحة المحاورة؛ فهما أستاذان في ساحة المحاورة ولا أحد يشكك في ذلك. * هل للصداقة والعلاقات الشخصية دور في بروز الشاعر من حيث مجاملته وعدم الضغط عليه في ساحة المحاورة؟ o إطلاقاً يا عزيزي، فصداقة الشعراء لا علاقة لها في التنافس فيما بينهم، ولا تدخل في ذلك ولا تقف حجر عثرة في مسار تنافسهم وتوهجهم، فالصداقة شيء والتنافس الشريف بين الشعراء في ساحة المحاورة شيء آخر. فالشاعر الصديق يكون خصماً عنيداً داخل ساحة المحاورة، ويتم التحاور معه على هذا المبدأ دون مجاملة أو محاباة. فالمجاملة لا تدخل في شعر المحاورة بتاتاً وهي مكشوفة وواضحة للمتابع والجمهور لا يرحم ولا يبرز شاعر المحاورة إلا بموهبته وقوة شاعريته، وخير شاهد ودليل صداقتي مع الشاعر العلم/ حبيب العازمي فهو من أقرب المقربين إلي ومن أوفى الأوفياء، وصداقتي معه صداقة عمر ولكنه من أشد وأشرس وأعنف الشعراء معي داخل ساحة المحاورة. * ما دور الإعلام في بروز الشاعر وصقل موهبته؟ o لا علاقة للإعلام في موهبة الشاعر بتاتاً، والإعلام لا يصنع الشاعر، ووسائل التواصل الاجتماعي بقنواتها كافة دورها يصب في انتشار الشاعر ومعرفة الجمهور به. فهنا يكون دورها الحقيقي، أما صقل الموهبة فيتولد بالممارسة واحتكاك الشاعر مع الشعراء البارزين والمعروفين في ساحة المحاورة. o هناك من يرى أن الشعراء المعروفين في الساحة يحاربون الشعراء المبتدئين، فهل تعرضت لذلك في بداية مشوارك وهل تمارسه الآن مع الشعراء المبتدئين؟ * أولاً الشاعر المبتدئ أو ضعيف المستوى الذي يحرص على تطوير مستواه وزيادة مفرداته لابد أن يستفيد من الشعراء البارزين والمتمكنين إذا تحاور معهم والعكس كذلك. وكل شاعر مبتدئ يتعرض للضغوط من الشعراء الذين سبقوه في الساحة، وأنا أول من تعرض لذلك وعانيت أشد المعاناة، ولكن ذلك كله كان في مصلحتي ومصلحة أي شاعر مبتدئ، وهذا لا يعني أنني أقف ضد الشاعر المبتدئ أو قليل الخبرة في المحاورة ولا أقلل من شأنه وأمتنع عن محاورته، بل أتحاور مع الجميع وأشجع الجميع وأمد يدي لكل زميل مهما كان مستواه وأقدر وأحترم الجميع. o متى يبدع الشاعر ويتوهج ويزداد عطاؤه؟ * الشاعر المتمكن والقوي لا يبدع ويتوهج ويزداد عطاؤه إلا مع شاعر قوي ومتمكن في مستواه، فالقوة لا تقارن ولا تضاد بضعف، والعكس كذلك. * بعد رحيل الحقبة الأولى من ساحة المحاورة من شعراء المعنى البارزين هل ترى أن المعنى أصبح شبه ضئيل، والتعامل به طفيف في الوقت الراهن بين الشعراء؟ * المعنى موجود في كل الأحوال ولا يمكن للمحاورة أن تستمر من دون معنى يسير عليه الشاعران المتحاوران، والمحاورة بلا معنى كالأكل بلا ملح أو بمعنى أصح مثل الجسد بلا ملابس «شعرا بلا معنى مثل الجسد عاري» * البعض يرى أن الشعراء الشباب سحبوا البساط من تحت أقدامكم وهذا سر قلة حفلاتكم؟ * حتى وإن حرصوا فلن يستطيعوا، فالشاعر المتمكن كالجبل الراسي لا تهزه الرياح ولا تعبث به، وبطبيعة الحال لن يبقى في الساحة إلا المتمكن والجدير بذلك. شديد الرياحي مستور العصيمي حبيب العازمي Your browser does not support the video tag.