لا شك أن واقع عالمنا الجاري يستشرف ويدرك تماماً من هي حكومات المستقبل، القادرة على بناء اقتصاد قوي متماسك، لذلك هو أشار سابقاً إلى كوريا الجنوبية وماليزيا ومازال يتداول الهند على إنها أحد ثورات المستقبل الاقتصادي الكبيرة، وها هو اليوم يشير بكل ثقة إلى المملكة العربية السعودية إذ يعدها الخبراء والمحللون وصناع القرار في العالم منصة عالمية تحاكي بمفرداتها المستقبل الاقتصادي الزاهر بمجالاته كافة. السعودية ورغم ما يرمى في طريقها من أزمات ومعيقات إلا أنها استطاعت أن تصنع رؤية عظيمة بدأت تظهر ملامحها جلية لا تلوي على تخمينات ولا تستخدم تخديرات.. إيجابياتها ظاهرة والتفاعل معها قائم ولن نختصر شواهدنا في ما تم في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار «دافوس الصحراء» من حقائق ثابتة، بل إن الشواهد كثيرة على صدق التوجه، والتغيير الكبير المنتظر اقتصادياً في المملكة العربية السعودية. نشير إلى ذلك ونحن نرى عرّاب الاقتصاد وقائد فعالياته ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يسطر تاريخاً مرسومًا بريشة قائد ملهم يفكر بكل تجلي بما يرفع من قيمة بلاده اقتصادياً وسياسياً، شجاعًا لا يخشى أي شيء في مصلحة بلاده، اقتصاديًّا يهدف إلى النهوض بالسعودية صعودًا مستمراً دون توقف. ومع محمد بن سلمان ومنذ توليه الملف الاقتصادي كاملاً وبحسب الإحصائيات والأرقام الرسمية، شهدت المملكة تغيراً نوعياً وتطورًا هائلًا في المجالات الاقتصادية كافة؛ حيث تمت إعادة هيكلة الاقتصاد السعودي لها لكي ينتقل تدريجياً من الاعتماد على النفط إلى اقتصاد متنوع النشاطات الإنتاجية، متجه نحو نموذج اقتصادي عالمي قائم على المعرفة وطاقة المستقبل. هنا جدير بأن نشير إلى أن الشفافية التي تقود بها السعودية إصلاح اقتصادها وتفعيل شراكاتها الجديدة ليست إلا عنواناً أمثل لمستقبل واعد جعل من أكبر مؤسسات التقييم العالمية في الشأنين المالي والاتماني تعلن أن السعودية وعبر رؤيتها الطموحة جدًا في طريقها لكي تكون ضمن أقوى الاقتصادات المزدهرة المتنوعة بحلول العام 2030.. انطلاقاً من الحركة التطويرية الدائبة التي تعيد صياغة كل التراكمات البيروقراطية على الاقتصاد السعودي بتطويرها أو التخلص منها، وبما يضمن إعادة بناءة من جديد بمشاركة وطنية كاملة. الاتفاقات الكبيرة التي حفل بها المتمر ستفتح آفاقاً اقتصادية مهمة مما سيعزز مكانتها الدولية وفق مفهوم المصالح المشتركة التي باتت أساساً في التعامل بين البلدين، متى ما كانت الشعوب على ثقة كبيرة بما يفعله قادتها وهو ما يظهر جلياً بين الشعب السعودي وقيادته ولا أبلغ من التعبير عن ذلك إلا بما قاله الأمير محمد بن سلمان حينما أكد أنه يعيش بين «شعب جبار وعظيم»، يستحق كل الجهد والعمل. ما شاهدناه في مؤتمر الاستثمار وما تحقق من أرقام كبيرة وشواهد ظاهرة لمستقبل زاهر يؤكدان أننا بدأنا نرى الرؤية السعودية 2030 القوية بتفعيل كل ما يتعلق بها حاضراً من دون انطلاقة اقتصادية جديدة تسابق الساعة نحو مستقبل سعودي أفضل.. ليكون المؤتمر حاملاً الخير الكثير لمستقبل زاهر أساسه بناء الوطن على مرتكزات اقتصادية حقيقة تضمن للأجيال القادمة مستقبلاً أفضل.. وقبل كل ذلك تعيد صياغة مستقبل الاقتصاد السعودي لكي يكون ريعه متنوعاً وشاملاً أساسه الفرد السعودي ومستقبله أيضاً هذا الفرد. Your browser does not support the video tag.