إننا في حركة الحياة نتحرك فيها من خلال مجموعة المفاهيم والتصورات التي نحملها عنها وبالتالي نجد أننا أمام أساليب حياة متفاوتة كل التفاوت حتى بين الأخ وأخيه والزوج وزوجته والأم وابنتها، وما كان ذلك ليكون لو كانت المفاهيم متوحدة، وأحد جوانب اتضاح تلك الاختلافات فيما نحمله من مفاهيم وقيم وتصورات هو الجانب الصحي، فتجد مثلا أُمًا محافظة كل المحافظة على التعامل بوعي مع الحلويات والشيكولاتا، فتقنن بدون حرمان أسلوب أكل أبنائها لهذه الأصناف وفي المقابل تجد شقيقتها على عكسها تماما حتى لكأنهما لم يتربيان في حجر واحد وعلى ذات أساليب التنشئة الأسرية هذا من جانب؛ ومن جانب آخر فإننا بحاجة إلى مقياس تطلقه وزارة الصحة حول هذا الجانب أعني الوعي الصحي بحيث يقيس مستوى وعي أفراد المجتمع لدينا، إذ أن هذه القضية من القضايا ذات الأثر الكبير وعلى عدة أبعاد كبعد الأفكار والمشاعر والسلوكيات فمن المتأكد بأن من يأكل أغلب وقته من الأكل القمامي Garbage Food أو الوجبات السريعة فإنه يعمل على حقن جسمه بكمية كبيرة من الأذى الذي يتراكم مع الوقت فيحدث خللا أو إرباكا على مستوى الجسد كحالات التثدي التي يصاب بها الذكور ونشاهدها كثيرا وأيضا على مستوى الأفكار والمشاعر كالغضب وسرعة الانفعال ذلك أن الإنسان وحدة واحدة بمعنى أن الكل يتأثر بالجزء فدخول كمية غير مفيدة من الأكل يعمل مزامنة على إحداث حراك غير مرئي ذو أثر سلبي على مستوى الأفكار والمشاعر. إننا بحاجة ماسة في بلدنا المبارك بأن نعمل على رفع سقف الوعي الصحي كأسلوب حياة لنمتلئ بالحيوية والعافية والفاعلية، وإذا كان أحد أهداف برنامج التحول الوطني أن يتم تفعيل مبادرات تنفيذية وذلك لتحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030. إن الصحة والسلامة الجسدية إنما هي شأن كبير في هذه التجربة الحياتية التي نحن فيها، ولذلك كان من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن يترك سؤال العافية إذا أصبح وإذا أمسى فيقول: (اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي..)، وغاية ما أريد التنبيه عليه أهمية أن يتحرك الإنسان فيما يعزز لديه هذا الوعي الصحي. Your browser does not support the video tag.