النوم وسيلة ضرورية وحاجة ملحّة تضمن بقاء جسم الإنسان متوازناً لتعمل وظائفه الحيوية بالشكل الصحيح، حيثُ إنّ الإنسان الطبيعي مع قلة عدد ساعات النوم يشعرُ بقليل من عدم الاتزان المصحوب أحيانا ببعض الارتباك، ولكن ماذا عن عدم النوم؟ فعقب مرور 6 ساعات تقريباً على ليلة بلا نوم يحاول الجسم جاهداً التأقلم مع التوتر الذي يحدث له بعد قضاء ليلة كاملة بلا نوم، فيلجأ لإفراز كميات أكبر من هرمون "الكورتيزول" الذي ينتج عنه الإحساس بالقلق والتوتر والارتباك. أما بعد مرور 12 ساعة تقريباً، يبدأ المخ بالتخلي عن الوظائف الذهنية غير الضرورية كالقدرة على اتخاذ القرارات وتحديدها، أو القيام برد الفعل المناسب، فيشعر الإنسان بأنه ليس في كامل وعيه. وبعد مرور 24 ساعة وانتهاء يوم كامل بلا نوم، يفاجأ الإنسان حينها بنشاط غير طبيعي يكون مفرطاً وحيوياً، بل ويشعر بأنه أصبح أكثر إنتاجية ونشاطا، وأن العالم من حوله أصبح أفضل كثيراً ويرجع ذلك إلى قيام المخ بإفراز مادة "الدوبامين" الكيميائية المساعدة على زيادة مشاعر السعادة من أجل تعويض افتقاده لراحة النوم، وهو يعتبرُ إنذاراً أخيراً بضرورة اللجوء للنوم في الحال قبل أن تسوء الحال أكثر. أما بعد مرور 36 ساعة بلا نوم يشعر الإنسان في ذلك الوقت بضعف ووهن في الذاكرة، حيث يحرص المخ على الاحتفاظ فقط بالطاقة الضرورية اللازمة للتعامل مع غياب النوم الكامل. Your browser does not support the video tag.