دشنت جمعية الثقافة والفنون بأبها أولى فعاليات المجموعة القرائية الجديدة تحت اسم «مجموعة حرف القرائية» وذلك بقراءة رواية «داغستان بلدي» للكاتب رسول حمزاتوف، ب قرية «المفتاحة» مساء أمس. وفي بداية الفعالية أعلن مدير الجمعية أحمد السروي أن المجموعة ستنظم برامجها شهريا وتتركز على تكوين فرق عمل قرائية في إصدارات وكتب مختارة. ثم بدأ الجلسة القرائية الأولى بورقة للمهندس إبراهيم عوض عسيري في رواية «بلدي»، بدأها بتعريف سريع بالكتاب ومؤلفه، ثم قرأ مقاطع من العمل الذي أشار إلى صعوبة تصنيفه، متسائلاً: هل يمكن أن نطلق على العمل رواية أم مذكرات أم سيرة؟؛ وتحدث عن مكان الحدث وهو قرية «تسادا» في مقاطعة خونزاخ بجمهورية داغستان، التي شبه طبيعتها بمنطقة عسير حيث الجبال الشاهقة والغطاء النباتي الدائم، إضافة إلى تقارب المكانين، حسب رأيه في الاهتمام بالشعر والفنون الشعبية الطربية التي تتقاطع مع جمال المكان، وأسهب في تحليل العديد من القصائد والأهازيج المحلية التي أوردها حمزاتوف في سياق العمل ضمن سرده لحكاية (قرية /وطن)، مشيرا إلى أنه مؤلف «بلدي» أخرج بلدته الصغيرة من وسط الجبال إلى العالم أجمع، حيث أصبحت بفضل هذا العمل الأدبي الكبير من أشهر القرى. وفي نهاية الورقة أشاد «عوض» بما وصفه ب»اللغة العالية» التي كتبت بها الرواية، إضافة إلى احترافية وإبداع مترجمي العمل «عبدالمعين الملوحي، يوسف حلاق». ثم فتح باب النقاش حول العمل، حيث بدأ القاص والكاتب المسرحي يحيى العلكمي بالتأكيد أن العمل لا يمكن تصنيفه بشكل دقيق، قائلا «ليس هناك خط سردي للعمل، بل هو توثيق للمكان والأيديولوجيات والفلكلور بلغة شاعرية عالية الاتقان»، وأضاف «من الملاحظات التي يمكن رصدها أن العمل الذي صدر عام 1979م يذكرنا بلغة رواية الحزام للروائي السعودي أحمد أبودهمان التي صدرت عام 2001»، وهي النقطة التي أثارت نقاشاً بين الحاضرين حيث اتفق مع العلكمي الكاتب والإعلامي علي فايع الألمعي في هذه الملاحظة معلقا «عندما أنهيت قراءتي الأخيرة لرواية حمزاتوف كانت أسترجع اللغة الجميلة التي كتبت بها رواية (الحزام)». وقال فايع: «هناك رسائل قوية يوجهها «حمزاتوف» ولعل أبرزها قضايا الهوية انطلاقا من اللغة واللباس والفنون والشعر»، مشيرا إلى العمل سوّق على أنه رواية ولكن القارئ يبقى محتارا في تصنيفه «فإذا كان رواية فعلا، فهو كتب بطريقة مختلفة عن السائد». ولاحظ «فايع» أن المؤلف لديه موقف ما من الكتابة المسرحية قائلا «لا أعرف لماذا؟». بدوره أكد الكاتب علي القاسمي أن عمل حمزاتوف «عمل كبير يحتاج إلى صبر وجَلد في القراءة والتأمل» مشيرا إلى أن اللغة الفنية كانت أقوى من فكرة العمل التي تركز على توثيق ووصف قرية المؤلف. ثم تساءل الفنان فيصل شعيب عن مدى قدرة المترجمين على نقل روح وفكرة العمل الأصلي، مؤكدا أن الأمر يتطلب مخزونا معرفيا كبيرا. تلاه الإعلامي مرعي عسيري الذي لاحظ وجود تشابه كبير بين أجواء وأمكنة رواية «حمزاتوف» وبعض المواقع في منطقة عسير. أما القاص والإعلامي حسن آل عامر فتساءل عن صحة ما يردده النقاد عن عالمية لا تتحقق إلا إذ انطلق من بيئة الكاتب الأصلية، وهل ما زالت صحيحة في الوقت الحاضر في ظل الروايات الجديدة، أم أن القضايا الإنسانية الأشمل هي المحك في جودة العمل وانتشاره؟. وأكد الشاب زيد آل نازح أن الرواية استطاعت أن تجعل القارئ يعيش في قرية المؤلف ويعيش أدق تفاصيلها. وفي نهاية اللقاء أشاد مدير ثقافة وفنون أبها أحمد السروي ب»عمق» الورقة التي قدمها المهندس إبراهيم عوض، مقدماً شكره لصاحب فكرة تأسيس المجموعة تحت مظلة فنون أبها الكاتب والإعلامي علي فايع الألمعي. Your browser does not support the video tag.