من أهل العلم من كُتب لعلمه القبول، فأقبل الناس على مؤلفاتهم، قراءة وحفظاً وشرحاً، ومن هؤلاء الشيخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني - رحمه الله - فقد دخل كتابه (حصن المسلم) كل بيت، وحفظه من حفظه من الطلبة، وبلغت شهرته الآفاق، وتُرجم إلى لغاتٍ كثيرة، ومما ميَّز هذا الكتاب صغر حجمه وعظيم فائدته ومناسبة سعره، فتداوله الناس بكثرة، ولعل لنية الشيخ وصلاحها أثرا كبيرا في إقبال المسلمين على هذا الكتاب النافع، وكذلك فقد ألَّف كتباً نافعة أخرى، وله جهود في الدعوة إلى الله تعالى، بالحكمة والموعظة والرفق، وبذل الأوقات في ذلك، وهكذا هم أهل العلم، يدعون إلى الله على بصيرة حتى مماتهم، فينتفع الناس بهم وبعلمهم ومؤلفاتهم، وهم وإن رحلوا عن الدنيا فكتبهم باقية، ينهل منها من بعدهم، وقد رفعهم الله بالعلم في الحياة وبعد الممات، قال الشاعر: ففز بعلم تعش حيًّا به أبدًا ... الناس موتى، وأهل العلم أحياءُ كانت وفاة الشيخ فجر يوم الاثنين 21/01/1440ه وصلي على جنازته بعد صلاة العصر في جامع الراجحي بالرياض، ودفن في مقبرة النسيم، اللهم اغفر للشيخ، وعافه واعف عنه، وارفع درجته في الجنة، واجمعنا به فيها ومن نحب. Your browser does not support the video tag.