بدلاً من تحويلها إلى أصحابها، وهم الشعب القطري الشقيق، المغلوب على أمره، والذي له الحق فيها، يقوم نظام الحمدين بتبديد أموال الدوحة وغسلها، بممارسات خارج الأطر القانونية، والشرعية، ومن قبلهما الأخلاقية، حتى تحولت إلى أموال قذرة، تهدف إلى الإضرار بالأمن والاستقرار العربيين، وهو ما اتضح جلياً في مليارات الدولارات التي يوجهها النظام، لدعم الإرهاب والميليشيات المسلحة. أموال نظام الحمدين القذرة، لم تتوقف العبث بها عند الدول العربية، أو مجموعة دعم مكافحة الإرهاب، وإنما امتد إلى جنوب القارة الأفريقية، حيث وجدت إمارة قطر نقطة جديد للعبث بها هناك، مستغلة المدخل الذي تسلكه في كل محاولات العبث، وهو باب الصراعات السياسية. وصلت أموال التخريب القطرية إلى جنوب أفريقيا، وذلك حسبما كشفت صحيفة «ذي ساوث أفريكان» الجنوب أفريقية، التي سلطت الضوء، وعبر تقرير لها، على محاولة قطرية جديدة، لزعزعة الأوضاع هناك، التي يمكن أن تصل إلى حد المشاركة في الإطاحة برئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، الذي رفض إقامة علاقات تجارية مع الدوحة، التي تحاول، وبحسب الصحيفة، استغلال رئيس جنوب إفريقيا السابق جاكوب زوما، الذي تم عزله من جانب الحزب الحاكم هناك. أوضح التقرير أن زوما قام بزيارة سرية إلى قطر، خلال الأيام القليلة الماضية، التقى خلالها الأمير تميم بن حمد، خارج الأطر الرسمية، والبروتوكولات المتعارف عليها، لزيارة المسؤولين السابقين، وهو الأمر الذي أثار القلق في جنوب إفريقيا، التي لم يتم إبلاغها بتلك الزيارة، وهو الأمر الذي دفع بسفير جنوب إفريقيا لدى الدوحة فضيل موسى، إلى وصفها بأنها «سلوك خارج المألوف»، مما دفع بمحللين لوضع تحرك خفي من جانب الدوحة في جنوب أفريقيا، ومساعدة الرئيس السابق، الذي يواجه تهم الفساد، والاحتيال، والابتزاز، تتعلق بشراء صفقة أسلحة أوروبية بقيمة 2.5 مليار دولار، لتحديث القوات المسلحة، في أعقاب انتهاء حقبة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا العام 1994، ضمن جملة تفسيرات تلك الزيارة. وبحسب رؤية المحللين فإن خروج زيارة زوما عن القواعد المتعارف عليها، يرجع إلى عدم مشروعية المطالب، والتي يمكن أن يكون الدعم المادي للرئيس المعزول، من أجل الإطاحة بالرئيس الحالي "رامافوزا"، الذي أبدى مواقف قوية تجاه الدوحة، ورفض تعاوناً تجارياً معها، لتدخل زيارة "زوما" في إطار التنسيق من أجل مؤامرة جديدة تقوم بها الدوحة للعبث في القارة السمراء. لفتت الصحيفة إلى ما يمكن أن يساهم في إحكام المؤامرة القطرية الجديدة في جنوب إفريقيا، ووصول المال القطري القذر إليها، حينما ذكرت رجل أعمال من جنوب إفريقيا، يقيم في الدوحة، وتربطه علاقات مع الرئيس المعزول من ناحية، ومع الأسرة الحاكمة في قطر من ناحية أخرى، وهو "فيليب سولومونز"، الذي لم تستبعد الصحيفة، وضمن تقريرها، أن يكون الداعم لتلك الزيارة، كما لم تستبعد أن يقوم رجل الأعمال، بمساعدة "زوما" وعبر طائرة خاصة من وإلى الدوحة. ذهبت الصحيفة في تقريرها إلى التأكيد على دور "سولومنز" في المؤامرة القطرية، حينما ذكرت أنه، أي رجل الأعمال من جنوب إفريقيا، والمقيم بالدوحة، غير مرحب به من جانب إدارة الرئيس الحالي في جنوب أفريقيا، الذي لم يبد أو يعلق، وبحسب الصحيفة، على تلك الزيارة، التي تجاهل الحديث عنها بالتأكيد على أن جهوده تتجه نحو توحيد الحزب الذي ينتمي إليه. Your browser does not support the video tag.