قدم رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما مساء أمس (الاربعاء)، استقالته ب «مفعول فوري»، ليرضخ لأوامر حزب «المؤتمر الوطني الافريقي». وقال زوما في مداخلة عبر التلفزيون: «قررت الاستقالة من منصب رئيس الجمهورية بمفعول فوري، مع انني على خلاف مع قيادة حزبي». واضاف «يجب عليّ ان اقبل بأنّ حزبي ومواطنيّ يريدون رحيلي»، مشددا على انه «لطالما كان عضوا منضبطا في حزب المؤتمر الوطني». وبعد اسابيع من المشاورات العبثية التي أغرقت البلاد في ازمة سياسية كبيرة، قررت قيادة «المؤتمر الوطني» اخيراً الثلثاء الماضي الطلب من زوما التخلي عن منصبه. وكان الحزب أعلن انه سيلجأ الى تصويت في البرلمان على مذكرة لحجب الثقة عن زوما اليوم، إذا لم يرحل. وقال المسؤول في الحزب بول ماشاتيله في مؤتمر صحافي في الكاب: «سنلجأ الى مذكرة حجب الثقة، لتتم إقالة الرئيس جاكوب زوما من منصبه ولنتمكن من انتخاب» الرئيس الحالي للحزب سيريل رامافوزا. وأوضح ماشاتيله أنه يتوقع أن ينتخِب البرلمان «بحلول غد» الرئيس الجديد للحزب سيريل رامافوزا. ومنذ وصوله الى رئاسة الحزب في كانون الاول (ديسمبر) الماضي، يسعى رامافوزا إلى أن يدفع رئيس الدولة، الذي تطاوله قضايا الفساد الى الاستقالة. وكانت مقررا ان تنتهي ولاية زوما العام المقبل. وبرّر زوما مطولاً موقفه، موضحا انه اتفق مع رامافوزا على الانسحاب بهدوء من السلطة «بعد حزيران (يونيو) الماضي»، لكنّ القيادة الجديدة للحزب اكدت له ان قسما من الحزب يرفض هذا الاتفاق، وان عليه الاستقالة قبل هذا التاريخ. وأضاف زوما «قلتُ لهم، لا اوافق على مقاربتكم، استغرب ان يطلب مني حزبي الاستقالة، لان هناك رئيسا جديدا لحزب المؤتمر الوطني الافريقي. هذه القاعدة غير قائمة». وكان الرئيس ثابو مبيكي، الذي تلقى في 2008 انذارا بالطريقة نفسها بالاستقالة، امتثل للطلب من دون اعتراض. وصرح رئيس كتلة «المناضلين من اجل الحرية الاقتصادية» فلويد شيفامبو: «اعتبارا من الغد سيصبح جاكوب زوما من الماضي». ودهمت الشرطة صباح أمس منزل عائلة غوبتا الشهيرة في جوهانسبرغ، المتهمة بمعظم الفضائح التي تورط فيها الرئيس، في اطار تحقيقات في شبهات بالاتجار بالنفوذ واختلاس اموال عامة، تحوم حول مجموعة من رجال الاعمال المقربين من رئيس الدولة. واعتقل أيضاَ ثلاثة اشخاص في اطار العملية، وفق ما أفادت وحدة النخبة في شرطة جنوب افريقيا.