يمثل البث التلفزيوني اليوم الرافد الأول للأندية في دخلها السنوي، وفي كل سنة يتصدر هذا الملف واجهة الملفات الاستثمارية ويشكل للأندية داعماً كبيراً في تسديد ديونها ورواتب لاعبيها والتعاقد مع نجوم جدد، ويصل إلى ما يقارب 70% من دخل بعض الأندية، "الرياض" بدورها اختارت هذه الموضوع ليكون افتتاح صفحتها الجديدة التي عنونتها ب"صناعة الرياضة"، والتي تطل عليكم اليوم لأول مرة.. تعليقاً على هذا الموضوع قال مستشار التسويق الرياضي خالد الربيعان: "إن البث التلفزيوني أصبح المصدر رقم واحد لأندية انجلترا الآن، وهو أحد ثلاثة أعمدة تعتمد عليها خزينة الأندية في عصر الاحتراف منذ منتصف التسعينات، الأندية الأوروبية تعتمد في مداخيلها على: أولاً مبيعات التذاكر ويسمونها مداخيل يوم المباراة، وثانياً أنشطة التسويق الرياضي، وتصل في بعض الأندية لنسبة 50 % من مداخيل النادي مثل نادي مانشستر يونايتد، أما الثالث فهي مداخيل البث التلفزيوني، مداخيل الستة الكبار في انجلترا من البث تعدت مليار باوند، بينما تقاسمت الأندية الإسبانية ملياراً وربع مليار يورو من صفقة البث التلفزي الأخيرة". الدوري السعودي أصبح في منطقة وحده بمجال الرعايات والبث والقيمة السوقية للاعبين تطور ملحوظ.. ومستقبل واعد وأضاف الربيعان "لنفهم أهمية البث علينا ان ننظر إلى تطور مقابله المادي في الدوريات الكبرى الناجحة على مستوى التسويق الرياضي،فبداية الدوري الإنجليزي "البريمرليج" بنظامه الجديد في 1992، صحبه التطلع لصفقة رعاية بث تليفزيوني ناجحة، كانت بقيمة 191 مليون باوند، ثم شعرت الأندية بجدوى المال في طريقة عملها واشترت لاعبين، ورفعت من جودة بنيتها التحتية! فأصبح الدوري هناك لامعاً متألقاً ذا مستوى فني عالٍ، الأمر الذي أكدته الصفقة التالية للبث سنة 1997 وكانت بقيمة 670 مليون باوند، أي تضاعفت لأكثر من 3 مرات، حتى وصلت في آخر صفقة من 2016 وحتى 2019 بقيمة 5 مليارات باوند داخل انجلترا فقط". التسويق الرياضي السليم للدوري يعلي قيمة علامته التجارية البث أحد حلول الديون وأكد الربيعان "أن ما يثير قضية الديون في أي دوري هي رواتب اللاعبين، فقد ازدادت هنا مثلا في أندية السعودية حتى وصلت لمليار ريال، كانت القيمة الأكبر منها من تعاقدات ورواتب النجوم المحترفين، وفي ايطاليا تعدت الديون مليار يورو في 2006، وفي أندية أخرى كالدوري التركي، ولكن ما حل للأندية الأوروبية موضوع الرواتب مهما كبرت وخلصهم منها تماما هي: مداخيل البث التلفزيوني الأندية الإنجليزية قبل موسمين كانت تدفع رواتب قدرت ب1.9 مليار باوند، مبلغ كبير للغاية، حل هذا الوضع مداخيل البث لكل نادي التي يستلمها من رابطة دوري المحترفين، كان نصيب الأندية 3.3 مليار باوند أي ما يمثل 29 % من إجمالي مداخيلها، وبالطبع أراحت مداخيل البث الاندية من عناء الرواتب بل وزادت عليها مداخيل باقية احتفظت بها الأندية، وبالمناسبة كانت هذه أول سنة تحقق الاندية هناك ربحا بالفعل، مداخيل حقيقية دخلت خزائنها". وأضاف الربيعان "هناك عوامل تؤثر على مداخيل البث التلفزيوني وعقود رعايته، رقم واحد هي العلامة التجارية للدوري، وتشمل كل ما نراه ونقول عليه انه يخص هذا الدوري! مثلاً عندما نرى الأسد الشهير في اعلى الشاشة فهذه علامة البريمرليج، الملاعب وجودتها واكتمال عددها، هذه هي البريمرليج، والأندية وأناقة تصاميم قمصانها وتعدد الرعاة فيها، وسائل الراحة بالملاعب الخاصة بها، النجوم وأسماؤهم الكبيرة وتنافسهم القوي جدا، المدربون المخضرمون كلوب مورينهو فينجر فيرجسون كونتي، كل هذا يؤثر في عقد رعاية البث التلفزيوني". آلية توزيع مداخيل البث على الأندية أهم من قيمة العقد الإجمالي.. عدالة التوزيع تضمن التنافسية التسويق يساوي مداخيل هناك ايضاً نقطة هامة هي التسويق الرياضي السليم للدوري وللمسابقة عند الرعاة، البريمرليج حتى الآن مازالت بلا راعي للمسابقة بعد بنك باركليز، وهي في هذين العامين تشتغل تسويق رياضي بشكل خيالي، علامة المسابقة التجارية تغيرت، طالبوا الأندية بتنويع الرعاة والبعد عن شركات المراهنات والقمار قدر المستطاع، النجوم في هجرة واضحة للدوري الانجليزي، الإكثار من النجوم من دول أخرى تعتبر أسواق كبيرة ومناطق للتسويق مثل آسيا وافريقيا ودول الشرق الأوسط. لذلك لا نتعجب من وجود صلاح من مصر ومحرز من الجزائر وسليماني مواطنه وسون من كوريا ومئات اللاعبين من أفريقيا، لان شعوبها تتابع المسابقة ربما بشكل اكبر من دورياتها المحلية، لذلك تنمو وتزيد مداخيل البث من الرعاة، في كل منطقة وقارة تتقدم الشبكات التلفزية والقنوات الفضائية بكل ما استطاعت من موارد للفوز بحقوق النقل ثم اعادة بيعها مرة أخرى داخل دولها محلياً او اقليمياً لتحقق المداخيل والمكاسب. وتابع الربيعان "هناك نقطة أخرى فاصلة وهامة، يمكن ان تكون الصفقة الخاصة بالبث التلفزيوني قوية ولكن الأندية حالها مازال كما هو مع تغير طفيف في حال بعضها او القليل منها! لماذا؟ إنها آلية التوزيع لحقوق البث التليفزيوني، فاندية البريمرليج تأخذ حصة غير متساوية ولكنها ايضا غير متفاوتة، يحقق الستة الكبار مليار باوند معاً، ولكن آخر جدول الدوري يحصل على مالا يقل عن 100 مليون باوند. وفي المانيا 70 % من ايرادات البث توزع بناء على اداء الاندية ومركزها، وهناك حصة ثابتة، وهناك 5% بالكامل مخصصة بناء على مساهمة كل نادي في تطوير مسابقة البوندزليجا، فكر تسويقي رائع، وآلية توزيع عادلة ومفيدة للاقتصاد الرياضي". الدوري السعودي.. الأول وعن البث التليفزيوني داخل المملكة قال الربيعان: "لا يوجد ما ننتقد به رعايات الدوري السعودي، هو الأكبر بمنطقة الشرق الأوسط، ومن كبار آسيا، وليس في السنوات الأخيرة فقط بل من البداية عندما بدأت الرعاية في 2003 بقيمة 10 ملايين ريال، ثم زادت ل100 مليون في 2006، ل240 مليون ريال في 2017، حتى وصلت ل660 مليون ريال في هذا الموسم، والكل بانتظار طفرة في البث وآلياته وجماليته في هذا الموسم من STC ومدى التعاون والتنسيق بينها وبين التلفزيوني السعودي من جهة آخرى. التعاقد الأغلى في تاريخ الرياضة العربية هو عقد رعاية البث بين الاتحاد السعودي لكرة القدم وشركة الاتصالات السعودية 6.6 مليارات ريال هو رقم يعتبر طفرة من طفرات الرياضة السعودية، وهي أكبر دليل على نجاح الخطة وأهدافها التي تبنتها القيادة السياسية من جانب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتنفذها القيادة الرياضية برئاسة المستشار تركي آل الشيخ. واختتم الربيعان حديثه "سترتفع قيمة العلامة التجارية للدوري السعودي ووقتها ستزيد مبالغ البث أكثر، لأن مداخيل العقد الحالي تضمن لكل الأندية الدخول بقوة في عصر الاحتراف الرياضي، ورأينا أسماء نجوم كبيرة تدخل الدوري السعودي بفعالية، حتى أصبح محب الكرة خارج المملكة ينظر على مقومات البطولة فيجد ملاعب رائعة، ونجوم كبار، وتنافسية في الملعب، ومعلقين مميزين، فعن طيب خاطر يقرر متابعة هذه المسابقة، ويتعلق بها ويحبها ويخبر عنها من يعرف، وهذا هو المطلب الأساسي في عملية الاقتصاد الرياضي، تنمية القاعدة الجماهيرية وتقوية العلامة التجارية وتسويق البطولة.. من أجل مداخيل أكبر واكتفاء ذاتي لجميع الأطراف". النقل التلفزيوني زاد من مداخيل الأندية اتفاقية نقل الدوري السعودي Your browser does not support the video tag.