هذا الأسبوع دخلت المملكة التاريخ الرياضي في منطقة الشرق الأوسط ، بتعاقد هو الأكبر في تاريخها في مجال البث التليفزيوني ، وبمقابل يبلغ ثلاثة أضعاف العقد السابق و أكثر من 5 أضعاف قيمة بث الدوري السعودي منذ عقد من الزمان ! نعم كان في 2008 قيمة دورينا السعودي 100 مليون ريال ، ليصبح 660 مليون ريال في الموسم الواحد ، وبمجموع عقد رعاية بين الاتحاد السعودي ممثلاً في هيئة الرياضة ، والشريك والناقل الجديد الاتصالات السعودية يبلغ 6.6 مليار ريال ، 1.7 مليار دولار ، وهو مبلغ لم يبلغ تفاؤل الأندية السعودية التي ماتزال في طور الخروج من أزماتها المالية ، والبحث عن زيادة مداخيلها . أما عن الناقل الجديد - الاتصالات السعودية - فمما لاحظته بعيون التسويق الرياضي أنه ليس متخصصا في مجال البث التليفزيوني ، إذن ماذا ؟ الإجابة أنه له يد طولى في آخر مجالات البث التلفزيوني الرياضي وهو الإنترنت ومواقعه وقنواته ومنصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف الذكية ! ، وهي الطفرة الأخيرة التي نشاهدها الأيام الأخيرة بدخول شبكات وكيانات كبرى مثل فيسبوك ونتفليكس وأمازون وغيرها مجال البث التليفزيوني ! إذن الأمر محسوب بدقة وبعناية شديدة ، عناية وجهد نشكر من ورائه بحرارة ، فمع حدوث طفرة البث هذه حدثت طفرة عندنا من نفس النوع ليس في تقنيات وآليات البث نفسها فقط ، بل في حجم القيمة والإستثمار ، والذي تم ترجمته في هذا الرقم الكبير والكبير جدا ! يمثل البث التلفزيوني وإيراداته منبع هام من منابع مداخيل التسويق الرياضي والاستثمار في كرة القدم ، النادي الأكبر عالمياً في صناعة الرياضة مانشستر يونايتد يعتمد على إيرادات البث بشكل أكبر من ربع مداخيله ! أكثر من 25% ، وهو بالمناسبة شريك مع الاتصالات السعودية أيضاً كراع إقليمي للنادي الكبير، فأي فخر ! برشلونة ثاني أندية العالم يمثل اعتماده على البث أكثر من 30% من مداخيل النادي ! وريال مدريد أكثر من 35% ! نعم إلى هذا الحد الأمر مهم وحيوي وخطير في خطوط سير الأندية العالمية وطريقة إدارتها . منذ سبتمبر الماضي وأنا أرى طفرات وليس طفرة واحدة تقوم بها الهيئة العامة للرياضة والقيادة السياسية من ورائها، ولكني لا أرى جهودا من الطرف المستفيد أو الطرف الآخر وهو الأندية تواكب هذه الطفرة ينبغى أن نرى تطورا كبيرا في فكر الاستثمار الرياضي بإدارات الأندية يناسب هذه المرحلة ، منصات تواصل الأندية يجب الاهتمام بها لتكون الأولوية الأولى الآن ، فمن يدري ربما يبث عليها النادي ما يناسبه لتكون هي قناته فيما بعد ، خاصة مع ناقل وشريك بث بهذه الخصائص كما قلت. لو سارت الأمور - وصارت - كما هو متوقع أن يعتمد البث التلفزيوني على الإنترنت أو أن يكون الإنترنت بديلاً ووسيلة تغنى عن شاشة التلفاز ، فإن الأندية الجماهيرية والشعبية ستكون لها فرص عظيمة للاستفادة والمداخيل ، وأخص منها الهلال عملاق آسيا في التواصل الاجتماعي والشعبية عليه ، والاتحاد بقاعدته الكبيرة على الأرض، والتي يمكن مع طفرة البث هذه أن نرى مثلها .. في الفضاء الإلكتروني ! أغلى علامة ! أما عن الراعي أو الناقل الجديد ، فيكفي أن أجملها لكم في : أنه أكبر علامة تجارية في كل فروع الصناعة داخل المملكة ، ليس هذا فقط ، بل في منطقة الشرق الأوسط بالكامل ، نتحدث عن 24 مليار ريال - 6.2 مليار دولار - قيمة علامة تجارية فقط ! واحدة من أكبر 500 علامة تجارية عالمياً ، وشريك رياضي ذو خبرة كبيرة جداً مع الرياضة وله تجربة ثرية مع العملاق الإنجليزي.. مانشستر يونايتد ! حكمة المقال: التاجر العادي يكسب هو دون اعتبار لغيره ، أما المُحَنَّك فيُرضي الجميع ! (شكراً تركي آل الشيخ).