تعاود محلات بيع المواد القرطاسية والمستلزمات المدرسية ركضها من جديد بعد توقف استمر لأكثر من 3 أشهر، ومن المتوقع أن تشهد هذه المحلات والمكتبات المتخصصة في بيع الكتب والأدوات القرطاسية عودة زبائنها بعد الركود الذي انتاب نشاط المستلزمات المدرسية ومراكز الخدمات المدرسية. تأجيل اقتناء الآباء ما يحتاجه أبناؤهم من أدوات مكتبية للحظات الأخيرة، أصبح سلوكاً سنوياً، حيث يعد الازدحام الذي تشهده هذه المحال عند بدء الدراسة، دليلاً واضحاً على سوء التخطيط والتنظيم. وعلى الرغم من أن تاريخ بدء الدراسة معروف، ويفترض ألا يفاجئ أحداً بموعده المعلوم منذ أمد طويل، مما يعني منح فرص كافية للتفكير في اختيار هذه المستلزمات ثم شرائها في هدوء ودقة، إلا أن غالبية أولياء الأمور لا يقدمون على التسوق إلا في آخر لحظة، والتأخير في الشراء إلى اللحظات الأخيرة يجعل ولي الأمر معرضاً للاستغلال من قبل التجار، إضافة إلى أنه يقع في فخ الازدحامات، والاختناقات المرورية، وشهدت أسواق الرياض المكتبية استعادة نشاطها لشراء المستلزمات المدرسية من كراسات ومساطر وأقلام وأدوات هندسية وغيرها في الأيام الماضية قبل بدء الدراسة بأيام. وأكد ل"الرياض" أولياء أمور أنه من الأفضل شراء المستلزمات الطلابية بوقت كافٍ لمراعاة الازدحام الذي يحصل قبل أيام من بدء الدراسة، فيما يرى البعض منهم أنهم ملتزمون بمصاريف العيد الذي يأتي قبل بدء الدراسة بأيام. ثقافة التسويف وأكدت القائدة التربوية منى بنت عبدالمحسن العيبان أن ثقافة التسويف ثقافة موجودة يعاني منها الكثيرون في الاستعداد للمواسم بشكل عام وليس موسم بدء العام الدراسي فقط، فهناك تسويف في شراء مستلزمات المنزل قبل رمضان أو قبل العيد أو الحج أو السفر، مشيرة إلى أن هذا يعتبر قصوراً في إدارة الأولويات، ويحتاج أولياء الأمور إلى ترتيب أولوياتهم وإدراج الاستعداد للعام الدراسي ضمن أولوياتهم لتوفير متطلباته في موعدها دون تأخير. وأشارت العيبان أن الاستعداد يشمل العودة من السفر قبل بدء العام الدراسي بوقت كاف، وإعداد الطالب نفسياً واجتماعياً للعام الدراسي، وكذلك التأكد من توفر المستلزمات المدرسية الأساسية قبل بدء العام الدراسي، وتحفيز الطالب للتفوق والتميز والإبداع والطموح ومساعدته على وضع أهدافه للعام الجديد. وشددت القائدة التعليمية بأن هناك جانب اقتصادي في الموضوع، لأنه قد يتأخر أولياء الأمور في شراء المستلزمات الدراسية لأسباب اقتصادية تتعلق بالدخل ووقت نزول الراتب مما يتطلب تنظيماً لميزانية الأسرة يخصص منه جزء لهذا البند، والحاجة إلى مزيد اهتمام بدور توفير المستلزمات الدراسية في إعداد الطالب للعام الدراسي وفي تحفيزه للتفوق والاجتهاد حيث يغفل بعض أولياء الأمور أن توفير المستلزمات المدرسية عامل مهم في تحفيز الطالب للاجتهاد والابداع والتهيؤ للعام الدراسي. وعي استهلاكي وأكّد ولي الأمر وراد الشلوي أنه حريص على اقتناء الأدوات المدرسية قبل وقت مبكر من الدراسة، مشيراً إلى أن بعض الطلبات المدرسية هي من تعيق الشراء من المكتبات بشكل مبكر، مبيّناً أنّ هناك أناس لا يعرفون المناسبات الكبيرة إلا في يومها ولعل مناسبة بدء الدراسة وحلول رمضان والعيد يعطي مؤشراً على حجم الوعي الاستهلاكي لدى المواطنين، فعندما يعلن دخول رمضان يتهافت الناس على الأسواق لشراء احتياجات الشهر رغم معرفتهم بقدومه وكأن هذا الركن العظيم يأتي بصفة فجائية وينسحب هذا الكلام على كل المناسبات مثل بدء الدراسة والأعياد وغيرها. طلبات المعلمين من جانبه، أكّد سعيد الغامدي عدم وجود تنظيم الناس لأنفسهم وبرمجة مهامهم وكأن هناك عدم معرفة مسبقة لوقت حلول المناسبات المختلفة مبدياً دهشته من عدم استكمال كثير من الأسر لمتطلبات الأبناء الدراسية من كراسات وحقائب ومستلزمات مدرسية، مشيراً إلى أن مثل هذا الأمر لا يحتاج إلى توعية بل يجب أن ينطلق ذلك من دافع ذاتي لا يحتاج معه إلى تذكير، منوهاً بأنّه لم يشتر دفاتر لأبنائه وبناته الذين يدرسون في مراحل مختلفة، وقد تأخر في ذلك لأن المعلمين يحددون الطلبات المدرسية بعد بدء الدراسة من حيث حجم ونوعية هذه الدفاتر. المكتبات على استعداد تام للدراسة سعيد الغامدي وراد الشلوي Your browser does not support the video tag.