حركة محمومة بدأت بعد صلاة العصر أمس، في مختلف القرطاسيات المنتشرة في مناطق المملكة، لاسيما وأن الفاصل الزمني عن بدء الموسم الدراسي لا يتجاوز 24 ساعة، الأمر الذي دفع الكثير من الأسر إلى محاولة مسابقة الزمن لاستكمال جميع المتطلبات قبل عودة الطلبة إلى المدارس بعد انتهاء الإجازة الصيفية. ويمثل الأسبوع الأخير من الإجازة السنوية الموسم الحقيقي لقطاع القرطاسيات، الأمر الذي يدفعها إلى الاستعداد المبكر للموسم من خلال التعاقد مع الشركات الموردة لتلبية المتطلبات الأساسية، حيث تكون على أهبة الاستعداد قبل انتهاء الإجازة الصيفية بنحو أسبوعين تقريبا. «عكاظ» رصدت من مختلف مناطق المملكة حركة السوق قبل ساعات من بدء العام الدراسي الجديد، والتقت عددا من المتعاملين بسوق القرطاسية وأولياء الأمور. ففي المنطقة الشرقية قال سعد منصور (صاحب قرطاسية) «إن الطلب على المستلزمات المدرسية يبدأ فعليا قبل بدء عودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة بنحو أسبوع تقريبا، فيما يفضل البعض استكمال المتطلبات قبل أسبوعين تقريبا، لاسيما وأن الازدحام الشديد الذي تمتاز به الفترة التي تسبق الدراسة بأسبوع يدفع البعض إلى محاولة الانتهاء قبل الازدحام الشديد»، مشيرا إلى أن الحركة على المستلزمات المدرسية بدأت فعليا قبل أسبوعين تقريبا، حيث انطلقت بشكل تدريجي للغاية، بحيث وصلت إلى الذروة أمس و تستمر حتى الوتيرة المرتفعة طوال الأسبوع المقبل، خصوصا وأن البعض يفضل الانتظار حتى يتعرف على المتطلبات من المدرسة، متوقعا أن تكون الحركة النشطة مساء غد، حيث ستبدأ مع ساعات العصر، وتستمر حتى ساعة متأخرة من الليل. بدوره أوضح سعيد عمر (صاحب قرطاسية) أن الحديث عن ارتفاعات كبيرة في أسعار مختلف المستلزمات المدرسية غير واقعية. فالارتفاعات تبقى ضمن الحدود الدنيا والمقبولة. فالدفاتر و الأقلام و غيرها من المستلزمات المختلفة، لم تسجل زيادة تذكر على الإطلاق. فالأسعار تبقى في حدود المستوى المتعارف، مضيفا، أن التفاوت يحصل بالنسبة للحقائب المدرسية، لاسيما وأن هناك مستويات من الجودة والموديلات المختلفة، مؤكدا أن المحلات عمدت إلى توفير مختلف الموديلات ذات الأسعار المختلفة، بحيث تناسب الجميع. فأصحاب الدخل المحدود يوجد لديهم الموديلات التي تتراوح بين 25 50 ريالا، فيما أصحاب الدخل المرتفع توجد لديهم موديلات تبدأ من 70 ريالا و تصل إلى أكثر من 150 ريالا، لافتا إلى أن الطلب على المستلزمات المدرسية لا يستمر لأكثر من أسبوع. وفي محافظة حفر الباطن، استنفرت المكتبات ومحلات بيع القرطاسية كل طاقاتها وإمكاناتها لتوفير المستلزمات والأدوات المدرسية، ولم يقتصر إقبال المستهلكين على المكتبات فقط، بل دخلت المراكز التجارية الكبيرة ومحلات «أبو ريالين» كمنافسين أقوياء، حيث قامت المحلات التجارية والبقالات بعرض بعض القرطاسية لبيعها للزبائن أثناء التسوق. وقال ناصر العمر (صاحب قرطاسية) «إن محله شهد حركة تجارية مؤخرا بعد سبات دام لأكثر من شهرين، واليوم عادت المدارس وعاد الناس معها لشراء المستلزمات المدرسية». من جانبه، قال حمدي سعد (صاحب قرطاسية) «إن المدارس أعادت النشاط إلى القرطاسية» مضيفا أن الإقبال كثيف من قبل الطلبة والطالبات في المراحل الثانوية والجامعة. وقال المواطن إبراهيم سالم «إن ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية أصبح أمرا غير مستغرب»، مبينا أن الأسعار تختلف من مكتبة إلى أخرى، مؤكدا أن هذا دليل على عدم وجود رقابة ميدانية على المكتبات وخاصة في هذا الوقت الذي يعتبر موسما. إلى ذلك، قال عدد من ملاك المكتبات وتجار القرطاسية ل «عكاظ»: إن مبيعات القرطاسية مع عودة المدارس، ترتفع بنسبة تصل إلى 200 في المئة عنها في الفترات العادية خاصة بالنسبة إلى الدفاتر والأقلام والحقائب المدرسية وأدوات تغليف الدفاتر، إضافة إلى الكماليات المستخدمة من قبل الطلاب مثل الشرائط للبنات، والشراريب وبعض نوعيات الأحذية. وفي حائل تشهد أسواق المستلزمات المدرسية زحاما كبيرا، في حين أبدى أولياء الأمور استياءهم من الارتفاع الكبير للأسعار، وقال ظاهر محمد (متسوق) «إن المستلزمات المدرسية ارتفعت بشكل ملحوظ لتصل تكلفة مستلزمات الطالب الواحد إلى أكثر من 400 ريال». من جانبه، قال عادل الفهد «إن هذه الأسعار تؤرق الكثير من الآباء». فيما قالت أم فهد «إن هذه الأسعار تفوق إمكانياتها المحدودة»، أما أم مبارك فوصفت حال سوق المستلزمات المدرسية بالنار، وقالت «إنها فوجئت بالأسعار»، مشيرة إلى أن التجار استغلوا غياب الرقابة للتلاعب بالأسعار ورفعها. وفي الباحة قال أحد أصحاب بيع المراييل «إن هناك إقبالا كبيرا على المراييل خصوصا في المرحلة الابتدائية»، مشيرا إلى أن الأسعار تتفاوت بين60 و 110 ريالات. وفي نجران عبر عدد من الأسر عن معاناتهم من ارتفاع الأسعار خصوصا بعد رياح المصاريف المتتالية بدءا من إجازة الصيف، وشهر رمضان المبارك، والعيد، وانتهاء بالمناسبات التي توزعت بين الأفراح والاحتفالات المختلفة. ورغم تأني بعض الأسر في شراء الأدوات القرطاسية ريثما تتضح الرؤية للطلبات التي توافق احتياجات الطلبة، إلا أنه لا غنى عن الحقائب والمراييل المدرسية والأحذية التي اختلفت أسعارها من مكان إلى آخر. ويرى البعض أن ارتفاع الأسعار يأتي بسبب النوعية والماركة وموقع المحل، فيما يرى البعض أن لا مبرر لجشع بعض أصحاب المكتبات.