عمل جليل وعظيم ما نشاهده من جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين؛ لمحاربتهما الفكر الضال، ومحاولة استئصال أفكاره، ما أثلج صدورنا ليس بالمملكة فقط، وإنما خارج المملكة، وبالذات دولة العراق الذين عانوا الويلات من الإرهاب. واليوم، نتأمل خيرا بهذا العمل الذي سيقطع دابر الأرهاب إن شاء الله. وإني أكتب من واقع العراق، ومن محبتي للمملكة وشعبها، حيث خطورة الانجرار وراء الفكر الضال، ومغبة السقوط فيه، وفي جرائم الفتاوى التكفيرية؛ لما لها من مساوئ كبيرة على الأفراد والمجتمعات؛ لذا ادعهم إلى الالتفاف حول قياداتهم الحكيمة القوية، التي وفرت لهم الأمن والأمان والحماية، مستشهداً بتجربة العراق وحجم المآسي التي حلّت عليه، وفقدانه الأمن والتعليم من قتل الرجال وسبي النساء وسوء وفقدان الخدمات بكل أشكالها، وتفشي الأمراض والتخلف؛ بسبب الإرهاب، ومن كان يجمع الأموال ويروج لها. وقد جرى في العراق بعد سقوط النظام عام 2003؛ حيث دخل الغرباء من جميع الجنسيات، وتوزعوا داخل المدن والمحافظات، وكان يطلقون على أنفسهم اسم المجاهدين، وفي الحقيقة هم ليسوا إلا تنظيماً إرهابياً نشروا الظلم والبطش داخل العراق، وقتلوا أبناء الوطن، وأشاعوا الفوضى والتسيب في أرجاء الدولة، وتخلخل الأمن بسببهم، ولم يعد في الإمكان السيطرة بقوة على الوضع في الداخل. وهذا الاضطراب ساعد الإرهابيين والانتهازيين على تمزيق اللحمة الوطنية والعبث بمقدرات الوطن ومكتسباته، حيث توسعت الطائفية والتصفيات المذهبية، ووصلت إلى أوجها، فقتل الرجال، وسُبِيت النساء، ويُتّم الأطفال، وتفشّت الأمراض والأوبئة، وانعدمت الخدمات التعليمية والعلاجية بكل أشكالها، وطغى الخراب على المشهد، حيث دمروا المساكن، ومسحوا منزلي من على وجه الأرض، وكذلك مكتبة والدي التي تعد من كبريات المكتبات الشخصية، ومنها استولوا على جميع أملاكي في الموصل. وإن دولة العراق في واقعها تعدّ من الدول الغنية بالنفط والأنهار والمعادن والزراعة والصناعة والثروة الحيوانية، حيث كان العراق من أولى الدول المتقدمة في التعليم، وكان يسوده الأمن والأمان والتعايش بين الأفراد، لكنه تدهور بسبب تواطؤ المحسوبين مع المخربين، والعمل بفتاواهم التكفيرية، حتى أصبح العراق فريسة لهذه الوحوش الكاسرة. المملكة مهبط الحرمين الشريفين وديار الأمن والأمان، احتضنت الجميع، وقد حظيت فيها بالاحترام والتقدير سواء من الحكومة الرشيدة أو الشعب الكريم، وأحسست بالاطمئنان والراحة، وهذا يعود إلى تكاتف الحكومة مع شعبها، وعدم سماحهم للآخرين باختراقهم. إنني على ثقة بأن المواطن السعودي حريص ووطني، ولديه المحبة لوطنه ولولاة أمره إلا من يحمل فكر الخوارج أو الطائفية. والواجب على أبناء المملكة الالتفاف حول حكومتهم الرشيدة وموالاتهم، مؤكداً أن حكومة المملكة جنبتهم الحروب والمشكلات، ورفعت مستواهم العلمي والاقتصادي والثقافي، وحققوا لهم ما يطمحون إليه من أمنٍ وأمان، مطالباً إياهم بالاستفادة من واقع العراق، والتجربة التي مر بها مواطنوه، وكيف أصبح العراق وكيف أمسى. Your browser does not support the video tag.