من الصفات الحسنة في المجتمع، حضور اجتماعات العيد، وهي من مظاهر الصلات الاجتماعية المهمة، ومن صور تلك الاجتماعات: أولاً: اجتماع جيران المسجد، ويكون بعد صلاة العيد، وفي هذا الاجتماع تجديد للتواصل معهم، فالجار له حقٌّ كبير على جاره، فإذا حضر إلى اجتماع الجيران، فإنَّه يؤدي شيئاً من تلك الحقوق، يشاركهم بطعام العيد الذي يخرجه معهم، ويسأل عن أحوالهم ويلتقي بأبنائهم، ويتعرَّف على الجيران الجدد منهم. ثانياً: اجتماع الأسرة العام، فإنَّ كثيراً من الأسر تجتمع اجتماعاً عاماً، وفي حضوره ذلك الاجتماع صلة للرحم، التي أمر المسلم بصلتها، وأوجبها الله على عباده، فيلتقي بأعمامه وعمَّاته وبنيهم، فمن أدى ذلك الواجب فقد أطاع الله، ونال فضيلة هذا العمل الصالح، حيث إنَّ صلة الرحم قلَّت، خصوصاً في المدن الكبرى، فأصبح اجتماع العيد للأسرة يسدُّ مسدَّاً مهمَّاً في تأدية شيء من واجب الصلة. ثالثاً: اجتماعات على مستوى المجتمع، وفي حضورها تقوية لروابط المجتمع، وإظهار للفرح والسرور بالعيد ومشاركة اجتماعية فاعلة: مثل حضور فعاليات العيد التي يكون تنظيمها من قبل الأمانات أو البلديات أو المراكز الإدارية للبلدان، وأهمية المساهمة في نشر الخير فيها. رابعاً: من صور اجتماعات العيد، زيارة كبار السن من الأقارب وذوي الأرحام، وأصدقاء الآباء والجيران السابقين، وزيارة من لم يرهم في العيد ممن وجبت صلتهم من الأقارب، والتواصل مع الأصدقاء، وإن تعذر عليه زيارة بعضهم اتصل بهم هاتفياً للسلام والسؤال عن الحال. خامساً: من صور اجتماعات العيد زيارة الأخوال، سواء عندما يجتمعون في أعيادهم، فيلتقي بأخواله وخالاته وأبنائهم، أو في زيارتهم في منازلهم، وفي هذا صلة للرحم وتأدية لشيء من الواجب تجاههم. فالمرء في حضوره لكل هذه الاجتماعات، يحتسب الأجر والثواب من الله تعالى، ومن فوائد ذلك: إظهار قوة ارتباط المجتمع ومدى تماسكه، وحصول الألفة والمحبة، وتبادل للتهنئة بالعيد والدعاء لبعضهم بالقبول، وتصفية للقلوب، وتجديد للصلات، ومعان اجتماعية سامية أخرى، فإن رأى ملاحظة أو أمراً ينكر، أنكره بالرفق واللين، فإنَّ بعض المنكر يزول بالتعريض والتلميح، وبعضه يحتاج إلى أسلوب حسن في إنكاره، فإن زال ذلك المنكر وإلا انصرف، فلا يجوز البقاء مع بقاء المنكر، مثل أن يسمع غيبة أو نميمة تصدر من أحدهم، فإنَّه يسعى للذب عن عرض أخيه، ويغيِّر الموضوع إلى آخر يفيد الحاضرين. وأمَّا إذا كان يعلم بالمنكر قبل حضوره، فإنَّه يسعى لإنكاره قبل وقوعه، مثل المنكرات التي قد تقع في الاجتماعات على مستوى المجتمع. إضاءة: إنَّ العيد مناسبة مهمة، فأظهر فرحاً وسروراً به، وصل رحمك وأحسن إلى جارك، وكن عضواً فاعلاً متعاوناً مع غيرك على البر والتقوى، وعيدكم مبارك وتقبَّل الله مني ومنكم صالح الأعمال. Your browser does not support the video tag.