أُطلق برنامج جودة الحياة (2020) والذي يعد أحد برامج تحقيق رؤية الوطن، ويأتي استكمالاً للبرامج التنفيذية التي سبق إطلاقها لدعم تحقيق محاور رؤية الوطن (2030)، وقد حوى البرنامج العديد من الأهداف والطموحات المهمة، لكن المأمول أن يصاحبها تحول حقيقي في بعض المحاور الأهم كمقومات رئيسة لنجاحه. في اعتقادي المتواضع أن جودة الحياة تبدأ بوجود منظومة تعليمية تحاكي المتغيرات والمستجدات التي يعيشها الوطن في هذا العهد الميمون، فالمفتاح الحقيقي لجودة الحياة يبدأ من الارتقاء بمستوى التعليم وجودة خدماته، ليكون عامل استقطاب للانتباه ويستحث الهمم ويحفز الوجدان وينطلق بالفكر ويكتشف المواهب ويحاكي المستجدات في بيئة تعليمية جاذبة، تسودها أجواء التفاؤل والرغبة والتحفيز، وتسير وفق منهجية علمية للمحتوى التعليمي ولأساليب توصيل المعلومة، وتتفاعل فيها كافة الأدوات العملية التعليمية بانسجام وفق أساليب متقدمة، فكثير من أسباب جودة الحياة تتشكل طبيعياً نتيجة جودة التعليم وكفاءة مخرجاته. كذلك جودة الحياة تستلزم وجود منظومة شاملة تتعلق بمأمونية الغذاء وصلاحيته للاستهلاك الآدمي، للقضاء على ما يحصل من عشوائية في إدارة الغذاء من قبل عمالة أجنبية لا تعير أي اهتمام للمتطلبات الصحية اللازمة لضمان عدم خطورة الغذاء على المستهلك والصحة العامة، وضمان سلامة الغذاء، وحماية الصحة العامة للمستهلك من خلال تقليل المخاطر المرتبطة بالغذاء، وحماية المستهلك من الغذاء الملوث أو المغشوش، لما لذلك من أثر على صحة المجتمع وظهور كثير من الأمراض فيه، وبالتالي التأثير في جودة الحياة. أيضاً جودة الحياة تفترض وجود مجتمع صحي خالٍ من الأمراض الخطيرة، مما يقتضي توعية المجتمع للوقاية من كثير من الأمراض المستجدة التي يتزايد انتشارها في مجتمعنا وبشكل مخيف نتيجة لاختلاف أنماط الحياة وزيادة الممارسات الغذائية السلبية، فالمؤشرات العالمية تضع المملكة بالمراتب الأولى عالمياً من حيث سرعة انتشار كثير من الأمراض الصامتة، والتي أساسها قلة وعي المجتمع في سلوكياتهم وعاداتهم الغذائية باعتباره خط الدفاع الأول لتجنب الإصابة بكثير من الأمراض الحديثة، وعلى هذا الأساس جودة الحياة تستلزم وجود رعاية صحية أولية متكاملة، حيث مازال المواطن فاقداً للرعاية الصحية والخدمات الطبية التي تليق به. وأخيراً جودة الحياة تقتضي وجود مساحات خضراء، كمتنفس صحي تقضي فيها الأسرة وقت فراغها بعيداً عن ضغوط الحياة ورتابة روتينها، وتستغل ميادينها بعد تهيئتها لتعزيز فكرة نحو؛ رياضة للجميع ومجتمع صحي، تمارس فيها الأنشطة البدنية عبر أداء رياضة المشي والرياضات المجتمعية ويشجع الناس بعضهم بعضاً جماعياً واجتماعياً على ممارستها؛ تلك الخواطر المنتقاة لا تعني التقليل من أهمية ما حواه برنامج جودة الحياة من محاور في الجانب الترويحي الموجودة في الترفيه والفنون والثقافة كنشاط ترويحي ذهني لا يستلزم نشاط جسدياً باعتباره الأهم لحياة أطول وذات حيوية وجودة صحياً. Your browser does not support the video tag.