تأتي المشاركة الرسمية للمملكة في مهرجان "كان" السينمائي في ذات الوقت الذي يتابع فيه العالم التطورات العظيمة التي أحدثها صاحب السمو الملكي الأمير المُلهم محمد بن سلمان حفظه الله في جميع مفاصل الدولة وفي كل الاتجاهات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، والتي وضعت المملكة على طريق نهضة حضارية كبيرة ستبلغ ذروتها في عام 2030. المشاركة السعودية جاءت بعد عدة قرارات تخدم صناعة السينما في المملكة آخرها الإعلان عن بدء عروض صالات السينما السعودية في الرياض يوم 18 أبريل الجاري، وقبلها تأسيس المجلس السعودي للأفلام الذي سيضطلع بمسؤولية كبيرة لتطوير السينما المحلية ودعم المواهب السعودية الشابة وتمكينها في هذه الصناعة المهمة. ما هي دلالات المشاركة؟. ولم هي مهمة إلى هذه الدرجة؟. تعد المشاركة الرسمية الأولى للمملكة في واحد من أهم المحافل السينمائية في العالم، مهرجان "كان" السينمائي، إشارة مهمة لمدى رغبة الثقافة السعودية في الاندماج الإيجابي بالمنتج الثقافي العالمي. والسينما بوصفها أهم المنتجات الثقافية المعاصرة وأكثرها سمواً وتأثيراً وانتشاراً، يأتي تفاعل المملكة معها بهذا التمثيل الرسمي، تأكيداً لجدية التطور الحضاري العظيم الذي تعيشه البلاد في ظل الرؤية المباركة 2030. ستشارك المملكة، بجناح كبير في سوق المهرجان.. والسوق عبارة عن تجمع لأكبر صناع السينما في العالم، ومنصة مهمة لتوزيع المنتجات السينمائية، وسيتاح لصناع الأفلام السعوديين الذين سيشاركون في هذا الجناح، عرض أعمالهم، والتعرف عن قرب على كيف تسير الصناعة وكيف تتم عملية تسويق المنتج السينمائي، كما سيلتقون بكبار المستثمرين والعاملين في صناعة السينما، إلى جانب مشاهدتهم للإبداعات السينمائية الحديثة التي سيعرضها المهرجان في فروعه المختلفة، وفي هذا كله فائدة معرفية للمواهب الشابة ستنقلهم إلى مستوى أعلى من الاحترافية. بكل المقاييس هذه خطوة مهمة لمسيرة السينما السعودية، ويشكر معالي وزير الثقافة والإعلام د. عواد بن صالح العواد على دعمه لها، ونتمنى أن يكون لها ما بعدها وأن نرى في الدورات المقبلة أفلاماً سعودية تتنافس على السعفة الذهبية وتفوز بها بإذن الله وتوفيقه. Your browser does not support the video tag.