عندما نتحدث عن التحولات الحضارية الهائلة التي يشهدها العالم في كافة المجالات، ويسعى كل مجتمع إلى اللحاق بركبها، للبقاء بين الكبار؛ فإننا نتحدث عن نهضة علمية تقوم على أسس راسخة، تأخذ بعين الاعتبار اتباع أحدث النظم والاستراتيجيات التعليمية، والاهتمام بتنمية عناصر المنظومة التعليمية؛ مما ينتج عنه مخرجات تعليمية بارزة، تقوى على التحدي في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، وذلك للوقوف على قدم المساواة بين أكثر الدول تقدماً. ويمثل الإشراف التربوي أحد أهم أطراف العملية التعليمية -التعلمية، إذ يسعى إلى تحسين أداء المعلمات والسير بهن نحو النهوض بالعملية التربوية. ولا تقتصر مهمة المشرفة التربوية على زيارة المعلمات وتقويمهن وتوجيههن وحسب، بل تتعدى ذلك إلى تقويم العملية التربوية برمتها، وذلك من خلال تحديد الإيجابيات والتعرف على أوجه القصور، فهي على هذا النحو تقوم بعملية تحليل وتشخيص وعلاج منظمة ومستمرة. وتسهم في تدريب المعلمات وتنميتهن مهنياً. ونظراً لعظم مسؤولية الإشراف التربوي والرسالة التعليمية؛ تعالت الأصوات التي تنادي بضرورة تطوير الأداء الوظيفي للمشرفات التربويات والمعلمات، وإخضاعهن لبرامج تلبي احتياجاتهن التدريبية الفعلية. وهنا تبرز إشكالية آلية تحديد الاحتياجات التدريبية للمشرفات والمعلمات؛ مما دعا الإدارة العامة للإشراف التربوي إلى استحداث منظومة مؤشرات قيادة الأداء الإشرافي والمدرسي التي من شأنها النهوض بمخرجات العملية التعليمية، واشتملت المنظومة في إصدارها الخامس على مؤشرات قيادة أداء المعلمين، وقيادة الأداء المدرسي، وقيادة أداء إدارات الإشراف التربوي ومكاتب التعليم، وقيادة أداء رؤساء أقسام الإشراف التربوي. ونتيجة لعدم التنسيق، نجد مجموعة من البرامج التدريبية التي تُقدّم للمشرفات والمعلمات، دون الأخذ في الحسبان برأيهن في الدورات التي تلبي احتياجاتهن التدريبية الفعلية؛ مما يؤدي إلى إهدار الوقت والجهد، ومن ثم إرباك الخطط التدريبية لتحقيق الهدف من التدريب. من هنا، تبرز الأهمية الملحة لضرورة وضع آلية مدروسة للتعرف على الاحتياجات التدريبية الفعلية لكل من المشرفات والمعلمات، ومن ثم توفير البرامج التدريبية الملائمة لها، لكي يتحقق الهدف من منظومة مؤشرات قيادة الأداء الإشرافي والمدرسي، وتؤتي ثمارها. Your browser does not support the video tag.