عندما شرعت حكومة باريس لبناء برج إيفل وبينت تصميمه وموقعه كان هناك معارضة شديدة من أصحاب الرأي والذين بسببهم تأثر المجتمع وعورض البناء على آراء أولئك النخب وليس عن قناعة تامة. كان من ضمنهم أحد الكتاب المشهورين وكاتب القصة القصيرة الحديثة (غي دو موباسان) الذي كان شرساً عنيفاً في الهجوم على ذلك المبنى وممن أثار الرأي العام لمنع بناء برج إيفل. كانت حجة الاعتراض على المبنى بسبب أن هذا البرج والذي أشبه بالهيكل النحيف المشوه سيهدم الإرث التاريخي والعمراني لمدينة باريس المحافظة على عمقها التاريخي وخصوصاً بالطراز العمراني المشاهد في جميع مبانيها تقريباً. المضحك أنه وبعد الانتهاء من بناء البرج تغيرت نظرة المعارضين لهذا الإبداع العمراني والذي أصبح المجتمع يشيد به بل إنه أصبح معلماً من معالم باريس بل من معالم الدنيا جميعها. والمضحك أكثر أن ذلك الكاتب والمنتقد المهاجم بشدة لبناء البرج أصبح باستمرار يذهب ويأكل في المطعم الموجود في البرج وعندما سألوه عن سر ذهابه المستمر هناك أجاب بكبرياء المعاند الذي أخذته العزة بالإثم (أذهب لأن هذا المطعم هو النقطة الوحيدة في باريس التي تجعلني لا أرى هذا المبنى النحيف السيء)..! وها هو حال معارضين التغيير منذ زمن ولك القياس فمن عارض الابتعاث أصبح يرسل أبناءه وبناته ومن اعترض على عمل الطبيبات أصبح يفتخر بقريبة له تعمل طبيبة وأيضاً يبحث عن طبيبة تعالج زوجته وابنته وسنظل على هذا المنوال فالقادم الآن قيادة السيارة للمرأة فالمعترضون حالياً ستجدهم من أوائل الناس بالسماح لنسائهم بقيادة السيارة أو بعد حين. Your browser does not support the video tag.