يُقال "إن الفرصة الجيدة لا تتوافر إلا لمن يعرف كيفية اقتناصها". ويُقال أيضاً "إن استغلال الفرص هو أفضل قاعدة يعتمدها الإنسان لينجح في حياته". وأنت، هل تعرف كيف تغتنم فرصتك في هذه الحياة؟، أم أنك من فئة الأشخاص الذين يضيعونها دوماً عن غير إرادة؟ إن أعظم تحدٍ يواجه الإنسان في حياته هو كيف يستغل فرصها ليصنع منها واقعاً جميلاً وناجحاً كي يشعر في النهاية بالسعادة. صحيح أن الحياة فرص ولكن ليس بالضرورة أن تكون كل الفرص التي أمامنا فرصاً عظيمةً، لذلك علينا أن نغتنم الفرصة التي تتهيأ أمامنا ونجعل من الفرصة العادية فرصة عظيمة. ففي حياة كل إنسان فرص متعددة وفق اهتماماته أو طموحاته أو حتى أحلامه، فالفرص قد تكون عملية أو علمية أو حياتية أو مجتمعية، وكلها تصب في إطار واحد وهو تحقيق رغبة أو هدف، وأصحاب الذكاء والوعي الفكري يتمكنون من خلال الاستقراء الصحيح والنظرة المتعمقة الثابتة اقتناص الفرص وتنميتها، بل واستثمارها على أحسن الأوجه. "فالفرص كسحابات الصيف: غنية بالمطر، جميلة في المنظر، ولكنها سريعة في المسير، فمن أراد منها الماء لا بد من أن يبادر قبل أن تأتي السحاب، فيهيئ وسيلته، متطلعاً نحو الأفق، منتظراً أخبارها، فإذا هطل المطر كان له النصيب الأوفر. أما من يبحث عن الوسيلة، بينما السحابات تمر فوق رأسه، متثاقلاً في حركته، فإنه يضيع على نفسه أمرين: الوقت والمطر" سئل أحد كبار الأثرياء من الذين يعملون في العقارات وسوق العملات، كيف تنجح في السوق وغيرك يفشل فيه؟ فقال: "أنا أدخل في السوق حينما يكون غيري لا يزال متردداً، وأخرج منه حينما يكون قد قرر غيري الدخول، فأحصد أنا النجاح ويحصد هو الفشل.." والناس في استغلال الفرص أربعة أقسام: قسم تأتي له الفرصة الأولى والثانية وهو ينتظر الثالثة، وعندما تأتي الثالثة ينتظر الرابعة وهكذا، وقسم ينتظر الفرصة تأتي إلى باب بيته، ويجب أن تكون مفصلة عليه تفصيلاً دقيقاً كالثوب الجميل، وقسم يرى الفرصة ويذهب لها مسرعاً ويستغلها، وقسم يخلق الفرص ويصنعها ويستغلها. يقول محمود درويش: "ما زلت حياً وأؤمن بأني سأجد الطريق يوماً ما إلى ذاتي إلى حلمي إلى ما أريد، سأصنع الفرص والأحلام والأهداف والأماني!". في إحدى المقابلات التلفزيونية مع أحد رجال الأعمال، طُرح عليه سؤال: كيف جمعت ثروتك؟ فقال من الفرص، فسُئل مرة أخرى وكيف صنعت ثروتك من الفرص؟، فكانت إجابته عملية بأن أخرج شيكاً وطلب من المذيعة أن تختار الرقم الذي تريده فرفضت لأنها ليست في حاجته، فرد عليها، هذا هو الفرق بيني وبينك فأنتِ ضيعتِ فرصة وأنا كنت أستغلها ولا أفوتها، ومن هذه القصة يلزم علينا للوصول إلى الفرص الكثير من العمل والاجتهاد والحركة الدؤوبة المستمرة والسعي للغد الأفضل، فالفرصة لا تأتي اعتباطاً ولا صدفةً. الحياة فرص فاحرص على أن تستغل فرصها جيداً حتى لا تندم على إضاعتها. خاتمة: "ستفقد كل الفرص التي سنحت لك بمجرد أنك قررت عدم محاولة استغلالها". *واين جريتزكي. سليمان الباهلي Your browser does not support the video tag.