يهبنا الله سبحانه وتعالى فرصًا في حياتنا لتعديل أوضاعنا وتطوير أنفسنا، وأحيانًا تغيّر هذه الفرص مجرى حياتنا للأبد، وقد يردّد أحدهم "أنا جاتني الفرصة لين عندي وما استفدت منها" فعلاً فأحيانًا نتردّد في اتخاذ الخُطوة السريعة والمدروسة في الوقت نفسه والتي تكون سببًا لتغيير حياتنا، وَمِمَّا لا شك به أن كل ما يحدث في حياتنا هو قدر ومكتوب من الله تعالى ولكنه سبحانه يهيئ لنا الظروف والأسباب التي يجب أن نستغلها لما يعود بالفائدة علينا وأن نتوكل عليه سبحانه في التوفيق ونعمل بجهد والأهم أن نخلص النيّة، فالله تعالى لن يوفقنا إن لم نصفِ نيتنا أو إن كنّا ننتهز الفرص لأذى غيرنا. والفرص تأتي على أشكال مختلفة كأن نتعرّف على شخصيات يتركون أثرًا في حياتنا إيجابيًا أو سلبيًا فيغيروننا ويجعلوننا ننظر للحياة بمنظار واقعي وحقيقي لم نكن نراه من قبل، وقد تكون الفرص أيضًا في الحصول على عمل يُغير مجرى حياتك فيجب أن تستغله في الخير لا أن تُصفي حساباتك مع الآخرين أو لاستغلاله لمصالحك الشخصية، وربما تكون الفرصة في افتتاح مشروع تجاري مثلاً لم تكن تحلم به في يوم وتهيأت لك الظروف لذلك فيجب أن تحسن استغلاله بالمال الحلال، وقد تكون الفرصة في تغيير حياتك إن كنت أعزب فتقرّر الزواج وإن كنت لا تفكر بالزواج ولكنك وجدت من تؤمن بأنه يستحق أن يشاركك حياتك، أو العكس تكون عشت حياة زوجية بائسة فأتت الفرصة المناسبة لإنهاء هذا الزواج والتحرّر منه والبحث عن فرص أخرى، قد تكون الفرصة في عروض سفر أو شراء عقارات أو ربما أسهم كما تطالعنا الصحف اليوميّة بكثير من الإعلانات التي تستخدم جملة "اغتنم الفرصة" وهذا دليل على أن الفرص غنيمة ويجب اقتناصها والاستفادة منها مهما كانت ماديّة أو معنوية كأن تتعرّف على صديق جديد يشاركك أفكارك ويعلمك كيف تقتنص الفرص يعتبر غنيمة. الفرص تتوفر حولنا في كل أمور حياتنا ولكنها تحتاج إلى قرار صائب حتى تكون في الوقت والزمان المناسب والطريقة التي يكون فيها استغلال الفرص ناجحة، ولا مانع من استغلال الذكاء لخلق هذه الفرصة والخوض في التجربة التي قد تعود علينا بالخير، فلا داعي لأن نعتمد فقط على الفرص أن تأتي فلنذهب لها نحن وذلك لا يكون إلا بالتفكير والتخطيط السليم ومعرفة الظروف لاستغلالها ونقتنص الفرصة، وبلا شك إن استغلال الفرصة يحتاج إلى محافظة على هذه الفرصة التي حظيت بها فلا تدعها تفوتك أو تذهب لغيرك لعدم إخلاصك فيها وابذل كل ما لديك لتنميتها ومضاعفتها إلى فرص ناجحة أخرى تُضاف لسلسلة نجاحك. أن تبحث عن الفرص وتغتنمها يعني أن لك أهدافًا في الحياة وأنك لا تعيش على هامش الحياة تنتظر أن يأتيك النجاح، فطعم النجاح الحقيقي تشعر به إذا أنت جريت له وجعلته همّك وبحثت وخلقت الفرص التي تغيّر حياتك للأفضل. * البعض يعوّل على الحظ ويبرّر تعثره بسوء الحظ، ويحسد غيره ممن يراهم فاشلين لكن الحظ ضرب معهم كما يردّد، قد يكون هو الحظ لكنه بالتأكيد هو استغلال الفرصة التي عززت موقف الحظ والذكاء في استغلالها! *انتبه جيدًا فقد تكون الفرصة أمامك وأنت لا تعيرها اهتمامًا!