الفرص في حياة الانسان عابرة قد يستفيد منها ان عرف كيف يستغلها وقد تضيع منه تلك الفرص ان تهاون في اقتناصها.رمضان فرصة الانسان المسلم وهذه الفرصة لا تتكرر الا كل عام مرة واحد وقد لا تتكرر فإن عرف الانسان المسلم كيف يستفيد من هذه المنحة الالهية فهو بلا شك من المحظوظين بالرحمة والمغفرة والعتق من النار.رمضان أيام معدودة وهي من حياة الانسان والحصيف يعرف كيف ينزع من حياته غث الدنيا والتشبث بها في هذه الايام ويرسم خط الاستقامة لمستقبله فيكون بذلك كسب الدين والدنيا. الغريب ان هناك من الناس من يعتقد ان التوبة والاستقامة وفعل الخير لا تكون إلا في رمضان وبقية الايام يباح فيها كل شيء غافلا عن المعنى الروحي لهذه الايام والتي هي في الحقيقة ايام توقف يراجع فيها المسلم ما تقدم من اعماله يضاعف منها ما كان خيرا ويقلع عن كل سيء فعله ناسيا او متعمدا منتهزا هذه الفرصة العظيمة ليجعل خط حياته نقياً فيكون الاتصال من رمضان لرمضان على مستوى التقوى. رمضان ليس صياما وصلاة وجوداً وصدقة فقط رمضان طهارة النفس قبل البدن وزكاة الفعل قبل زكاة النقد فمن اراد رمضان فليجعل ايامه ولياليه كلها رمضاناً وينتهز هذه المنحة الالهية التي تكرر كل عام وقد لا تأتي ويجعل منها فرصة اكيدة للتغير فيغير مافي نفسه حتى يغير الله مابه ويجعل التسامح مساره والمحبة موطنه والظن الحسن خلقه والجود فعله والتواضع خلقه ولنتخلص من شاهد هذه السؤال. لماذا تظهر السلوكيات الحسنة في كثير من الناس في رمضان فقط وفي غيره لا وجود لها؟ والجواب هو قصر فهم معنى رمضان عند اولئك الناس فرمضان بلاشك هو شهر عظيم فيه رحمة ومغفرة وعتق من النار لمن صامه احتسابا وايمانا وعقد العزم على ان تمضي حياته رمضانية المعنى اسلامية السلوك تواصلية المحبة لكل خير فلنغتنم هذه الفرصة ونجدد المساء ونوثق الفعل ونرتقي بحياتنا الى صفوف الرعيل الأول الذي كان ينتظر رمضان طيلة ايام السنة بفعل رمضان.