لكي تنجح فكر وإذا فكرت نفذ وإذا نفذت لا تكترث بأي ردة فعل قد تأتي من المتعصب كون أي ردة فعل تأتي من المتعصب تحديدًا لا يمكن الاعتماد عليها لأنها في الأساس نظرة قاصرة تهتم بمصلحة الفريق المفضل أكثر من اهتمامها بما قد يكون جوهر المصلحة العامة ولبها. أقول ذلك في سياق العمل الجميل الذي بات واضحاً وملموساً في هيئة الرياضة وفي نهج وثقافة رئيسها تركي آل الشيخ الذي جاء حاملاً ريشة الفنان الماهر ليرسم من خلال هذا المجال إطارًا رائعًا لفكر الاحترافية الصحيح والذي ظل مغيباً طيلة العقود الماضية. اليوم بدأنا بالفعل نرى حراكاً متسارعاً ومنطقياً في منظومة العمل الرياضي المسؤول بدأ بدعم الأندية وإيجاد حلول المعالجة لمديونياتها مروراً بتنفيذ الصرامة في القوانين وتعديل النواقص في بنودها وانتهاء بعملية التسويق وتفعيل أدواره الغائبة لا سيما في الجانب المتعلق بالمواهب السعودية والسعي إلى تمهيد الطريق أمامها لكي تحترف خارجياً وتكتسب المزيد من التطوير لتصبح في نهاية المطاف فاعلة وداعمة لمستقبل كرتنا ومنتخباتنا بالدرجة الأولى. عقود من الزمن ونظام الاحتراف مطبق في أنديتنا لكنه لم يصل حد التكامل وعلى وجه الخصوص في مفهوم التسويق الرياضي وبناء الشراكات المؤثرة عالمياً وهذه بالطبع من الأخطاء أو بالأحرى هي من نواقص العمل في المراحل الزمنية الماضية إذ لم نجد لاعباً سعودياً يحترف احترافاً حقيقياً في أوروبا والسبب أن القائمين على رياضتنا لم يعيروا هذا الجانب التسويقي الاهتمام الكافي. بالطبع لن نستبق الأحداث لنصدر الأحكام القطعية عن تجربة اللاعبين السعوديين في الدوري الأسباني لكننا حتماً وقبل أن نهتم بتفاصيل النتائج نحن على اقتناع تام بالفكرة وبالنهج الحديث الذي ركزت عليه هيئة الرياضة واتحاد الكرة على اعتبار أن أي محاولة للتطوير الفعلي للعبة كرة القدم ونجومها تنطلق في الأساس من الأدوار الشمولية والتي يأتي في مقدمتها الاحتراف الخارجي وتفعيل دائرة التسويق. أنظروا في كيف تطورت المنتخبات الأفريقية، إنها تطورت ليس من مسابقاتها المحلية بل تطورت لأنها فسحت المجال لخبراء التسويق الرياضي الترويج عن مواهبها ونجومها حتى وصلوا سريعاً إلى الأندية الأوروبية المتنوعة كبيرًا وصغيرًا وبالتالي نالت المراد ووجدت لها مناخًا كروياً محفزًا ومنتجاً. شكراً لرئيس هيئة الرياضة على هذا التفرد غير المسبوق في طبيعة العمل المسؤول وشكرًا للأندية التي ساهمت من جانبها بقبول الفكرة وبناء الشراكات الإيجابية والأمل في أن تتحقق الفائدة المرجوة ونجد المولد والدوسري والموسى والصليهم والحمدان نجوماً بارزين في الدوري الأسباني ونماذج حية يتسابق عليها البقية من نجوم الكرة السعودية. ختاماً أقول نحن في هذه المرحلة بدأنا ننسجم مع ركب الدول المتقدمة رياضياً والأفكار التي تولد كبيرة لا تموت أبدا وسلامتكم. Your browser does not support the video tag.