بينما الأخبار تتناقل حرب الأزرار النووية بين رئيس أميركا، ورئيس كوريا الشمالية، بدأ سكان ولاية هاواي الأميركية يوم السبت 13 يناير 2018 برسالة تحذير من قرب سقوط صاروخ باليستي على الولاية وطلب من السكان الاحتماء في الملاجئ. بثت هذه الرسالة الرعب في السكان الذين انطلقوا في كل اتجاه بحثاً عن مكان آمن خاصة أن الرسالة التي استقبلها الناس على هواتفهم ذكرت أن الأمر ليس تدريباً في إشارة إلى تدريب سابق فرضته حالة التوتر بين أميركا وكوريا الشمالية. اتضح بعد 38 دقيقة أن الإنذار كان خاطئاً، وأعلن حاكم الولاية هذا الخبر الجميل معتذراً بأن التحذير أرسل عندما ضغط موظف على الزر الخطأ أثناء تغيير نوبة العمل في وكالة إدارة الطوارئ بهاواي. لو عرضت هذه الحالة للمناقشة كتجربة يستفاد منها في كل مكان فسوف يتساءل المتحاورون حول مقولة حاكم ولاية هاواي (من المهم جداً ضمان حرفية العاملين في هذه المنظومة التي تستخدم باستمرار في الولاياتالمتحدة الأميركية لإطلاق إنذارات بعمليات خطف، لكنها تتعرض لانتقادات بسبب عدم الفعالية، ويجب على الجمهور أن يثق في نظامنا للإنذار للحالات الطارئة). نعم الثقة مطلوبة وبالغة الأهمية في كل مجال فكيف بهذا المجال المتعلق بالأمن، ولكن حاكم الولاية يقول إن النظام يتعرض للانتقادات بسبب عدم الفعالية! وسوف يتساءل المتحاورون عن مدى وجود ملاجئ آمنة وكافية في المناطق المعرضة للخطر، ومدى وجود تدريبات جدية لتدريب الناس على كيفية التصرف في مواجهة مثل هذه الأخطار، ماذا يفعلون وإلى أين يتجهون، وهل تتوفر برامج لتوعية الناس في هذا المجال. سوف يوصي المتحاورون بأهمية تعويد الناس على التدريب للتعامل مع الحالات الطارئة، دون قلق من أن هذا التدريب يعني إثارة الذعر بينهم. ومن الملاحظات المعروفة في موضوع التحذير تعامل البعض مع جرس الإنذار الخاص بالحريق وهو تعامل لا يتسم بالجدية فتجدهم حين يسمعون الجرس يقولون: لا يهمك، هذا تدريب! وربما يقولون الآن: انظر إلى حال الناس في هاواي، فرغم التدريب أصابهم الارتباك وقال بعضهم لوسائل الإعلام إنهم بعد سماع التحذير لم يكن يعرفون أين يتجهون وبعضهم تساءل عن الملاجئ. هل هذا يعني عدم أهمية التدريب أم عدم التعامل معه بجدية؟ إن الإيجابية في الإنذار الخاطئ في هاواي هي تذكير المسيطرين على الأزرار النووية بأن العالم بحاجة إلى الأمن والسلام وليس إلى الحروب ويأملون ألا يكون هناك مجال لخطأ بشري في استخدام تلك الأزرار، أو أي مجال للعب بها. Your browser does not support the video tag.