شهدت ولاية هاواي الأميركية هلعاً وفوضى، بعد تحذير خاطئ لسكانها من هجوم وشيك بصاروخ باليستي. وبعد الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي، ظهرت على الهواتف الذكية لسكان الأرخبيل رسالة عبر نظام «أمبر ألرت» التابع لوزارة العدل الأميركية، ورد فيها «صاروخ باليستي يهدّد هاواي. احتموا فوراً في الملاجئ. الأمر ليس تدريباً». وبعد نصف ساعة، تلقى السكان رسالة ثانية، ورد فيها «لا تهديد من صاروخ او خطر على ولاية هاواي. إنذار خاطئ». لكن سكان هاواي كانوا سارعوا، وهم مذعورون وفي حال فوضى، إلى البحث عن مأوى، لا سيّما أن رسالة الإنذار ظهرت على شاشات التلفزيون وبُثت عبر الإذاعة. وقالت أليست تيل: «كانت أسوأ لحظة في حياتي. هرعت إلى عائلتي وأبلغت الجميع على الشاطئ بأن عليهم الهرب. وأشارت إلى أن «هلعاً استولى على الجميع»، قبل ابلاغهم بأن الأمر خطأ، بعد فترة «كانت دهراً». وروت لورن ماكغاون التي تمضي عطلة في هاواي، أن طاقم الفندق الذي تنزل فيه طلب منها التوجّه إلى مقهى الموظفين في القبو، وتابعت: «لم يُصب أحد بهلع، لكن عمّت حال فوضى». وأضافت أنه بعد دقائق، أعلن واحد من النزلاء القلائل الذين كانوا قادرين على التقاط شبكة الهاتف في القبو، إنه إنذار كاذب. متحدثة عن «أمر مقلق». وبثت شبكة «هاواي نيوز ناو» للتلفزة لقطات لما ذكرت أنهم طلاب في جامعة هاواي وهم يتجهون بسرعة الى ملجأ، فيما وضع مقدّم نشرة الأحوال الجوية في ناشفيل جيم جاغرز، في تغريدة على موقع «تويتر»، صورة لعائلته مختبئة في خزانة بعد إطلاق الإنذار. وقال ناطق باسم النائب الديموقراطية تولسي غابارد، التي تلقت الإنذار على هاتفها، إنها راجعت الأمر مع الوكالة التي أصدرت التحذير في الولاية، فأُبلغت أنه أُرسل خطأً. وأعلن ناطق باسم القيادة العسكرية الأميركية لمنطقة المحيط الهادئ ان المركز «لم يرصد أي تهديد لصاروخ باليستي على هاواي»، فيما قدّم المسؤول عن وكالة ادارة الحوادث الطارئة في هاواي فيرن مياغي اعتذاراً، في مؤتمر صحافي، مؤكداً انه يتحمّل مسؤولية الحادث، ومعلناً بدء تحقيق شامل في الأمر. ووصف الواقعة ب «خطأ بشري غير مقصود»، ورفض ان يكشف هل سيُعاقب الموظف المسؤول عن الخطأ، وزاد: «انه مُحرج، لم يتعمّد فعل ذلك». واعتذر حاكم هاواي ديفيد إيج عن الحادث، مشيراً الى ان التحذير أُرسل عندما ضغط موظف «على الزر الخطأ»، خلال تبديل نوبة العمل في وكالة إدارة الطوارئ في هاواي، ل «التأكد من أن النظام يعمل». وشدد على «اهمية ضمان حرفية العاملين في هذه المنظومة» التي تُستخدم في الولاياتالمتحدة لإطلاق انذارات بعمليات خطف، لكنها تتعرّض لانتقادات، بسبب عدم فاعليتها. وتابع أيج أن تغيير نوبة العمل يتم ثلاث مرات يومياً، وزاد: «أُبلغت بالتحذير مثل الآخرين في هاواي. إنه أمر مؤسف. سنبحث في الطريقة التي يمكننا من خلالها تحسين الإجراءات، لئلا يتكرر ذلك. يجب ان يثق الجمهور في نظامنا للإنذار للحالات الطارئة». وأعلن ان تشغيل المنظومة بات يتطلّب وجود شخصين، لا شخص واحد فقط، كما كان الأمر. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يختتم مباراة في الغولف في فلوريدا، عندما وقع الحادث. وقالت ناطقة باسم البيت الأبيض إن الرئيس أُبلغ بالأمر وأنه كان «محض تدريب في الولاية». وكتبت لاحقاً على موقع «تويتر»: «هاواي... هذا تحذير كاذب. تأكدت من المسؤولين هناك، من أن لا صاروخاً في طريقه إلى هاواي». وهاواي جزر يقطنها حوالى 1.4 مليون فرد. والولاية مقرّ للقيادة الأميركية في المحيط الهادئ، وأسطول المحيط الهادئ التابع للقوات البحرية، وعناصر أخرى في القوات المسلحة الأميركية. وكان الزعيم الكوري الشمالية كيم جونغ أون هدد بإطلاق صواريخ على منطقة جزيرة غوام الأميركية أو ولايات أميركية. في 7 كانون الأول (ديسمبر) 1941، تعرّضت القاعدة البحرية الأميركية في بيرل هاربر في هاواي، لهجوم مفاجئ من اليابان، ما أدى إلى دخول الولاياتالمتحدة الحرب العالمية الثانية. إلى ذلك، صحّح البيت الأبيض تصريحاً نسبته صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى ترامب، ورد فيه خلال مقابلة: «أُقيم علاقة جيدة على الأرجح مع كيم جونغ أون». وكتبت ناطقة باسم ترامب على «تويتر» أن «الرئيس قال: قد أُقيم علاقة جيدة على الأرجح مع كيم جونغ أون. وول ستريت جورنال ما زالت تنشر اخباراً كاذبة - تصريحاً محوراً للرئيس». على صعيد آخر، دانت مشيخة الأزهر تصريحات نُسبت إلى ترامب، تنتقد استقبال الولاياتالمتحدة مهاجرين من «حثالة الدول»، معتبرة انها «عنصرية بغيضة تتنافى تماماً مع قيم التعايش والتسامح وقبول الآخر» و «تأتي في إطار سياسة التعصب وإهدار حقوق الشعوب التي تنتهجها الإدارة الأميركية الجديدة». وشدد الأزهر على أن «هذه التصريحات المقيتة لا يليق صدورها عن رئيس دولة متحضرة، كما تمثل تنكراً لما تفخر به الولاياتالمتحدة من أنها أمّة مهاجرين وواحدة من دول العالم الأكثر تنوعاً واندماجاً». في السياق ذاته، أفادت وكالة «رويترز» بأن الديبلوماسي الأميركي المسؤول عن قضايا اللاجئين سايمون هينشو، يعتزم ترك منصبه في غضون أيام، لأسباب مجهولة.