لا يمكن لمنصف أن ينكر أو يقفز عن دور هيئة الرياضة أو اتحاد الكرة تجاه الأندية لا سيما في الجانب المختص بالمديونيات المالية التي كانت ولا تزال العنوان البارز في كل عمل قامت به هذه الجهات. فالهيئة دعمت ووقفت مع الجميع من منطلق الحرص على أهمية استمرار التوازن والاستقرار المطلوب لهذه الأندية حتى تستطيع النهوض من كبواتها وتظهر بالتالي في ذات الإطار الفني المنشود فنيا وإداريا وماليا كون ذلك هو الأساس والهدف الذي من شأنه أن يبرز ملامح القوة في دورينا وفي بقية المسابقات وهي التي دائما ما تبقى من أهم ما يبحث عنه الجمهور الرياضي بكافة انتماءاته. نقول لا يمكن لنا تجاهل أو إنكار تلك الجهود المبذولة لكننا، نظن بل نعتقد أن كل ما تم دفعه لخزائن الأندية لا يعدو كونه مسكنات وقتية ربما تحد قليلا من نزيف الجرح لكنها حتما لن تصبح علاجه الناجع. الأندية تحتاج إلى البيئة السليمة التي تحفز أعضاء شرفها وكل محب لها للحضور والدعم والمساهمة في توفير المال اللازم الذي يحرك عجلة العمل ويدفع بها إلى حيث مراسي النجاح والتفوق والقمة. صحيح أن معالجة الديون وتخفيف العبء عن خزائن الأندية والتي وصل بعضها مشارف الإفلاس هو الهاجس الأكبر للجهات ذات الاختصاص لكن الذي نركز عليه هو ضرورة توفير العلاج وليس المسكنات، بمعنى أن تبادر في الجانب الأهم، جانب تحفيز أعضاء الشرف لتولي مسألة دعم أنديتهم، فهذه في رأيي ضرورة من ضروريات المرحلة متى ما تحققت فالمبالغ التي تصرف من قبل الهيئة للأندية ستتجه إلى خانة تطوير المناشط الأخرى للملاعب والألعاب المختلفة والمنتخبات. المعاناة المالية ستبقى هي المعضلة التي تحاصر كرة القدم السعودية ولأنها ستبقى كذلك فلابد من بذل قصارى الجهود لكي نصل إلى صناعة بدائل علمية سليمة لا تأخذ في طريقها أساليب ووسائل الدعم المؤقت بل تتعداه إلى دور المشاركة الفاعلة مع أعضاء الشرف والشركات الرائدة وبالتحديد المحلية منها أو على أقل تقدير الإسراع بمشروع الخصخصة الذي تأخر طويلا. هذه الفكرة المطروحة عبر هذه الزاوية أتمنى النظر لها من قبل رئيس هيئة الرياضة على اعتبار أن تواصله مع النافذين في الأندية سيحل كثيرا المعاناة المالية وسيفتح بها صفحة رياضية جديدة عنوانها التعاون الدائم والشراكة الحقيقية والمثالية التي تسعى إلى تطور الرياضة السعودية واستمراريتها في قالب النجاح الدائم. ختاما كل من كانت له وقفات تاريخية ضخ من خلالها عشرات بل مئات الملايين للنادي يجب أن يصان من عبث المتجاوزين وإلا سيصبح البقية محجمين عن دعم أنديتهم خوفا من ذات المصير وسلامتكم. Your browser does not support the video tag.