حرصت القيادة السعودية -أعزها الله- منذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وحتى الآن على الإبقاء على توازن دقيق لتحقيق المصلحة العامة للوطن والقيادة والمواطن معاً، وهذا أمر ليس بالسهل تحقيقه حيث يصعب أن تجد دولة بالعالم تستطيع تأمين ذلك، وللأسف ظهرت بعض القيادات العربية ذات الأنظمة الديكتاتورية والتي في سبيل استمرارها بالحكم والهيمنة والسيطرة على مقدرات الوطن هي وطائفتها أو حزبها تمارس أقسى أنواع الإرهاب والقمع والتنكيل والقسوة حتى لو وصلت الأمور إلى تدمير البلد، وقتل مئات الناس وتهجير الملايين من أجل الحكم للأبد أو تدمير البلد والاستعانة عند العجز بالقوات الأجنبية دون أن يردعها ضمير ديني أو وطني أو حتى إنساني، بل إن كثيراً من الدول الأجنبية ذات الأنظمة الديمقراطية غربية أو شرقية عندما يصل الحاكم رئيس دولة أو رئيس حكومة إلى الحكم يحرص على استمرار حزبه في الحكم بإصدار قوانين وأنظمة تتعارض مع ما وعد به عند حملات انتخابه، وقد تتعارض مع المصلحة العامة ولكن الهدف هو بقاء حزبه في الحكم، بينما نجد بفضل الله وحمده القيادة السعودية التي تأسست على أسس إسلامية عربية وأخلاقية حرصت على المحافظة على هذا التوازن الثلاثي للوطن والقيادة والمواطن وذلك بفضل ما وهب الله للعائلة الحاكمة من حكمة وعقل راجح وخبرة وحسن إدارة وسياسة الأبواب المفتوحة لتقبل النصيحة والمشورة، وهي التي أكدها أكثر من مرة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بقوله: (رحم الله من أهدى إلي عيوبي). حيث تجلى في عهده، يسانده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -رعاهما الله- الاهتمام والحرص الشديدان على الحفاظ على مصلحة الوطن داخلياً في تأمين الأمن والاستقرار في خطط متوازنة بين الاقتصاد القوي وأبرزها رؤية (2030)، ومصلحة ورفاهية المواطنين والنظرة البعيدة للمستقبل بالتقليل من الاعتماد على النفط والتي ظهرت بالميزانية العامة الأخيرة حيث وصل الاعتماد عليه إلى خمسين بالمئة من إيرادات الدولة، وكذلك من ناحية أخرى الحفاظ على مصلحة الوطن خارجياً بانطلاق عاصفة الحزم تلبية لطلب الشرعية اليمنية ضمن التحالف العربي ثم محاربة الإرهاب ضمن التحالف الإسلامي العسكري. هذه السياسات الداخلية والخارجية الناجحة للمملكة منذ تأسيسها والتي تجلت بقوة في عهد الملك سلمان لم تأت من فراغ، بل كان الوازع الديني والوطني والأخلاقي هو بنيانها المرصوص فبرزت المملكة كدولة ذات مصداقية ومبادئ تحرص على رفاهية شعبها الذي يبادلهم حباً وولاء وطاعة، وأيضاً على التعاون والتضامن العربي والإسلامي وكذلك على السلم والأمن الدوليين فأدى ذلك إلى أن تتبوأ المملكة مركزاً قيادياً بارزاً عربياً وإسلامياً ودولياً، الأمر الذي جعل الشعوب العربية تنظر إلى قادة المملكة بمحبة غامرة وأمل كبير في إعادة الكرامة والمجد العربي وأيضاً الشعوب الإسلامية التي ترى أن المملكة جعلت سياستها في خدمة الإسلام وليس العكس مثل بعض الدول الإسلامية، وأنها (أي المملكة) تدافع بحق وعزم ونية صادقة عن المقدسات الإسلامية داخل المملكة وخارجها. Your browser does not support the video tag.