تحتفي المملكة بذكرى مرور السنة الثالثة للبيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، وتدعونا ذكرى البيعة لاستشعار ما قام به المؤسس الملك عبدالعزيز، رحمه الله، مروراً بعهود أبنائه الملوك (سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله) –رحمهم الله جميعاً– من جهود عظيمة ترتكز على أسس دينية عقائدية متينة، من أجل توحيد المملكة على المعاني والقيم النبيلة. وفي هذا العهد الزاهر قاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، حفظه الله، مسيرة التطور والنمو والوصول بالمملكة إلى ريادة دولية قائمة على إستراتيجية الإصلاح والتطوير والتجديد والتنمية المستدامة التي عززت مكانة المملكة بين دول العالم. وقد اتسمت السياسة التنموية للمملكة بمواجهة مختلف التحديات بحزم وعزم واتخاذ القرارات للمصلحة العامة، فقد بادر خادم الحرمين منذ توليه الحكم بإطلاق حزمة من الأوامر الكريمة تضمنت رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020، حيث تركزت بشكل أساسي على تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط بصفته مصدراً رئيسياً للدخل وتشجيع القطاع الخاص وجذب الاستثمارات الأجنبية ومواجهة الفساد بكافة أشكاله. ومن هذه الجهود إنشاء مجالس للشؤون السياسية والأمنية وللشؤون الاقتصادية والتنمية، وإطلاق العديد من الهيئات واللجان ودمج بعض المؤسسات الحكومية لتحقيق التنسيق والتكامل في مهامها وأعمالها. وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية حققت المملكة في عهد الملك سلمان منجزات تنموية ونجاحات دولية تميزت بالشمولية والتكامل والحضور السياسي المتميز وفي بناء وإدارة المواقف والتوجهات تجاه القضايا الإقليمية والدولية. وتحقيق العدل والسلام بإنشاء التحالف الإسلامي بمساندة الدول الإسلامية المشاركة وكذلك الدول الصديقة المحبة للسلام والمنظمات الدولية لتنسيق وتوحيد جهودها في المجال الفكري والإعلامي، ومحاربة جميع أشكال الإرهاب والتطرف للإسهام بفعالية مع الجهود الدولية الأخرى لحفظ السلم والأمن الدوليين. وقد كان للمملكة دور بارز في الدعم السياسي المستمر لنصرة القضية الفلسطينية، وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وتكوين تحالف عربي بقيادة المملكة لنصرة الشعب اليمني ودعم حكومته الشرعية وتلبية احتياجاته الإنسانية والتنموية انطلاقاً من أواصر القربى وعلاقات الجوار والمصير المشترك. إن هذه الذكرى الغالية لتولي خادم الحرمين مقاليد الحكم إنما تعيد رسم النموذج الفريد في التعاضد والمحبة والمودة بين القيادة والشعب ودعم الوحدة الوطنية والرفاهية للصالح العام والمشاركة في دفع عجلة التنمية المستدامة. سائلين الله عز وجل أن يمد في عمر خادم الحرمين ويلبسه ثوب الصحة والسلامة، وأن يحفظ سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كما نسأله أن يكتب النصر والتمكين والعزة لأبطالنا البواسل على حدود الوطن، وأن يحفظ بلادنا ويديم عليها أمنها وأمانها واستقرارها.