أكثر الجهات الحكومية المتخصصة التصاقاً بالبترول هم ثلاث جهات كالتالي: منظمة أوبك، ووكالة الطاقة الدولية، وإدارة معلومات الطاقة الأميركية. كل جهة من هذه الجهات الثلاث نشرت توقعاتها عن نمو السيارات الكهربائية إلى عام 2040. لكن الجهات الأخرى التي تنشر توقعاتها عن نمو السيارات الكهربائية يصعب حصرها في عدد معين فهي متعددة وكثيرة. ولكنها جميعها – على حد معلوماتي – متقاربة في نتائج توقعاتها لنمو السيارات الكهربائية، ما عدا توقعات صندوق النقد الدولي الذي شذ شذوذاً واضحاً عن جميع التوقعات – التي اطلعت عليها – فنشر الصندوق توقعات خيالية تؤكد أن صندوق النقد يعيش في عزلة عن الواقع (كما سأوضح أدناه آخر المقال). منظمة أوبك في تقريرها لعام 2015 توقعت أن يصل عدد السيارات الكهربائية 46 مليون سيارة عام 2040. لكن في تقريرها لعام 2016 ضاعفت أوبك توقعاتها لعدد السيارات الكهربائية إلى خمسة أضعاف فبلغ العدد 266 مليون سيارة كهربائية. وهذا العدد يمثل نسبة 13.5 % من العدد الإجمالي للسيارات المتوقعة بحوالي 2 مليار سيارة عام 2040. إدارة معلومات الطاقة الأميركية وضعت ثلاثة سيناريوهات. السيناريو الأول يقول ستكون نسبة السيارات الكهربائية 8 % من العدد الإجمالي للسيارات عام 2040، والسيناريو الثاني يقول 13.8 % والسيناريو الثالث يقول 26 %. واضح أن توقعات السيناريو الثاني (وهو المرجح) لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية يتطابق مع توقعات منظمة أوبك (13.8 % و 13.5 % على التوالي لكل منهما). وكالة الطاقة الدولية تضع أربعة سيناريوهات. ولكن سيناريوهاتها هي أقرب أن تكون خارطة طريق لخفض حرارة المناخ من أن تكون توقعات. فهي تقول في أكثر سيناريوهاتها تفاؤلاً بأن عدد السيارات الكهربائية ينبغي أن يصل 200 مليون سيارة عام 2030 لتحقيق هدف خفض حرارة المناخ تحت 1.75 درجة. الخلاصة: جميع التوقعات التي رأيتها – وهي كثيرة – متقاربة بما فيهم (وود مكنزي) الذي يتوقع أن تكون نسبة المبيعات (نسبة المبيعات وليست نسبة المخزون) للسيارات الكهربائية 9 % من إجمالي مبيعات السيارات عام 2035، ومعنى هذا أن نسبة المبيعات للسيارات العادية 91 % وهذا يتفق تقريباً مع توقعات أوبك. ما عدا صندوق النقد الدولي الذي شذّ عن الإجماع فشطح بتوقعاته قائلاً إن نسبة السيارات الكهربائية قد تقفز إلى 90 % من إجمالي مخزون السيارات عام 2040. لقد توصل الصندوق إلى هذه النسبة العالية بطريقة الحواة بمحاكاة سيارة البنزين بعربة الحصان ومحاكاة ظهور السيارة الكهربائية بظهور سيارة البنزين في أوائل القرن الماضي. وهذه المحاكاة خاطئة علمياً لأسباب سنؤجلها – إن شاء الله – للمقال المقبل.