ولد في تريم بحضرموت. حفظ القرآن في كتاتيبها. وساعده جمال صوته على أن يكون مقرئاً في طفولته. تتلمذ على الكثير من الأدباء وتعلم منهم الشعر واللغة. انتقل في طفولته إلى مكة التي تعود أصوله إليها وتربى بها، ذهب بعدها إلى عدن لشغفه بالفن المزدهر بها في ذلك الوقت عام 55. ثم عاد إلى المملكة ثم رحل إلى بيروت، أيضاً بسبب الفن. نشر الأغنية الحضرمية بشكل جديد، حيث سجلها على أوركسترا وهي كانت تغنى قبله باستخدام العود والإيقاع فقط. كان ذلك في أوائل ستينيات القرن العشرين. على الرغم من أنه لم يدرس الموسيقى بشكل أكاديمي. نجح في ذلك نجاحاً مبهراً. أكثر ما يلفت فيه ثقافته وولعه باللغة والشعر. إنسانيته وحبه للناس. تواضعه الجم وبساطته. يبدو أن هذه صفات غالبية الفنانين العظماء. يغني، يلحن ويكتب الشعر الغنائي. من الأغاني الشهيرة التي كتب كلماتها متى أنا أشوفك يا كامل وصوفك متى متى قول لي با تسمح ظروفك. من كلماته أيضاً أغنية عادك إلا صغير، بدري عليك الهوى يا جرح ماله دوى يهد قلب الكبير وش عاد قلبك. والأغنية الوطنية الخالدة يا بلادي وأصلي. في رأيه أن الكلمة هي الضلع الأقوى في مثلث الأغنية الذي يعتمد على الأداء واللحن والكلمة. صوته المبهر الذي نال عليه جائزة أفضل صوت، وألحانه أو اختياره للألحان العظيمة بالإضافة إلى الكلمة الجميلة، هذا ما جعل أغانيه تنال هذا المستوى الرفيع من النجاح، وما جعله في الصف الأول من المطربين العرب. يحب البساطة في اللحن، ويرى أن الأذن العربية والخليجية تحديدًا تعشق اللحن البسيط، ليس بمعنى التسطيح ولكن السهل الممتنع، لذلك آثر دائماً أن يغني ألحانه، ابتعاداً عن التعقيد الموسيقي الذي لا يحبه. الموروث نبعٌ غرفَ منه لأنه ممتلئ بالجمال والحياة ولأنه يعرفك وتعرفه، لهذه الأسباب غنى الكثير من الأغاني الحضرمية التراثية بعد تطويرها بما يناسب الفن الحديث. صوته، لا يمكن وصفه بكلمات قليلة، صوت مثقف، وشعبي في ذات الوقت، قوي ورهيف في ذات الوقت، قراره عميق وجوابه صريح. صوت عبقري ليس له حدود. نال عليه جائزة اليونسكو لأفضل صوت في العام 1978 غنى الكثير والكثير للمحضار، رفيق دربه غنى من كلماته وألحانه الكثير من أشهر أغانيه منها الله الله في الأمانة باشل حبك معي وسر حبي فيك غامض متابعة سيرة حياة فنان كبير تمنحنا القدرة على معرفة أسباب النجاح، الشغف، المثابرة، الحب، الإصرار، البحث، التواصل، التواضع، الاستمرار، الدرس، العمل. هذه القائمة بالإضافة إلى الموهبة، هي التي توصل الفنان كي يتربع على قلوب الناس. هذا الإرث العظيم الذي تركه أبو بكر سالم بلفقيه يبقيه حياً حتى لو غادرنا بجسده. يا مروّح وقلبي منكم ما ارتوى. هذا ما يردده محبو أبو أصيل بعد رحيله.