تأتي غربلة الاتحاد السعودي لكرة القدم وسط خطى متسارعة لمتطلبات المرحلة وأهمية النجاح محلياً على مستوى التنظيم والمسابقات وتألق الأندية والمنتخبات خارجياً، وضرورة اختيار الأسماء المؤهلة للمناصب، والوصول إلى نتائج مرضية وعمل يضمن للشارع الكروي القبول والرضا بالأشخاص ومعرفة إستراتيجيات المرحلة المقبلة انسجاماً مع التحركات الدائمة والقرارات المهمة لهيئة الرياضة بعد اختيار تركي آل الشيخ رئيساً لمجلس الإدارة، وبكل تأكيد أن المسؤول الأول عن الرياضة وعادل عزت يدركان أن الشارع الرياضي يتابع ويرصد ويحلل ويقارن النتائج السابقة بثمار العمل الحالي، لذلك يبدو أنهما وضعا قرارات المجاملات خلف ظهريهما، بدليل التراجع عن بعض القرارات التي لم يمض عليها فترة طويلة بعدما شعرا أنها لاتناسب المرحلة والتخطيط المستقبلي، وقد وفق الاتحاد عندما اختار سامي الجابر مسؤولاً عن تطوير العلاقات الدولية فهذا الرجل عرف عنه دبلوماسيته وذكاؤه وقدرته على الإقناع بالحوار، وبناء علاقات كبيرة، كما وفق باختيار لؤي السبيعي رئيساً للجنة المسابقات، فهو يعتبر من النجوم والأشخاص الذين يتفق عليهم الكثير بخربته وتأهيله ومؤهله، واختيار الأسترالي جيمس مسؤولاً عن لجنة الانضباط والقيم والأخلاق يؤكد أن هناك صرامة وقوة بالتعامل مع أي حدث طارئ ربما يخل بالانضباط في الملاعب والوسط الرياضي وهذا ما كان ينادي به الرياضيون منذ فترة طويلة، كانت الشكاوى والملفات "تنام" فترة طويلة في أدراج الاتحاد والبعض منها لا يتخذ تجاهها أي قرار وتعتبر نسياً منسياً، كما أن تعيين ياسر المسحل مسؤولًا عن غرفة عمليات قضايا الأندية ينبثق من خلال تجاربه في الاتحادين الآسيوي والدولي مما يسهل من التعاطي مع قضايا هذه الأندية وإيجاد الحلول لها من واقع خبرته الكبيرة والاطلاع على قوانين "الفيفا"، وهذه الإشارة للتعيينات والمناصب الجديدة لا تعني تهميش بقية اللجان والأشخاص المؤهلين الذين لهم نجاحات في وضع الاستراتيجيات والمسؤولية الاجتماعية والتعامل مع الفئات السنية، لذلك نقول إن المرحلة الحالية هي مرحلة تخطيط ووضع السياسات وقراءة للواقع، والرسم للمستقبل، أما المرحلة المقبلة فهي مرحلة حصاد ما يتم زرعه الآن، من قرارات وتعيينات واتفاقيات وتشكيل لجان متعددة ومتنوعة يكون عملها تكاملياً وتنهض مع بعضها بعمل الرياضة ويعيدة كرة القدم إلى الواجهة اعتباراً من مونديال روسيا 2018، ونهائيات كأس آسيا 2019 بالإمارات ومختلف البطولات القارية والدولية على مستوى الأندية والمنتخبات والتمثيل في الاتحادات واللجان والمنظمات الرياضية الدولية. ربما لأول مرة يتفق الشارع الرياضي على الكثير من التعيين خصوصاً المناصب التي احتلها نجوم سابقون وشخصيات رياضية مهمة وهذا يجعلنا نصبر ونراقب ونتفاءل أكثر ببزوغ شمس رياضة محترفة قوية يكون شعارها المنافسة على جميع البطولات والرقي بنفسها إلى مقارعة منتخبات وأندية العالم.