كتبت عنها منذ أكثر من عشر سنوات على أمل أن نجد حلاّ لكن هذا لم يحصل فزادت مشكلاتها ومتاعبها وقرقعتها. تلك النوافذ ليس لها إلا حضننا، ومصيرها مرتبط بمصيرنا، وهي غزلان ونحن محميتها الواسعة، لسنا صائدين ولا طامعين ولكن حامين، أي اننا سندها والمفروض أن تدعمنا وتقوينا حتى نكون أكثر قدرة على الدفاع عن كياننا المشترك، لكنها أو بعضها يتصرف إما على اعتبار أنها تأمننا فلا تأخذ اعتباراً لنا وتجامل من تخافه على حسابنا وبعضها يتصرف على أنها الدولة العظمى التي ليس فقط ستقود إقليمها بل ستكون الأكثر تأثيراً على مستوى العالم متوهمة أنها ستكون بهذا شمشون الجبار وزعيمة عالمية لا يشق لها غبار ولا تعي أنها بمجرد أن تصاب بحالة برد فليس لها إلا حضننا الدافئ. نوافذنا هذه التي كانت وما زالت تفتح على أحراش الشياطين ستظل خطراً على نفسها وعلينا إذا ظلت مثل ولادة بنت المستكفي تدعو الكبار لصوالينها وتعرض أمامهم جمالها وأناقتها وتهدي قبلاتها من يشتهيها. حين أغلقنا إحداها قامت قيامة المستفيدين وزادت قرقعة الشياطين مع أن سيدة العالم لم تكتف بإغلاق إحدى نوافذها بل ستسدها بالحديد والإسمنت ولم يحرك أحد ساكناً فلماذا تكثر القرقعة على نوافذنا؟