"أتم الفريدي البرنامج اللياقي بنجاح، بانقاص 1.7 كيلو، وزيادة الكتلة العضلية للاعب، وتقوية الجزء العلوي والسفلي من الجسد". ماسبق كان نصاً لتغريدة رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، مطمئناً الجماهير السعودية على المرحلة الأولى من البرنامج التأهيلي للاعب المنتخب السعودي والنصر أحمد الفريدي، قبل أن تقرر الهيئة عودة اللاعب من جديد إلى نادي مانشستر يونايتد، لاستكمال المرحلة الثانية من جاهزيته البدنية واللياقية، لتمثيل المنتخب السعودي الأول، في تحضيراته للمونديال المقبل. من تابع الموهوب أحمد الفريدي منذ انتقاله للاتحاد قادماً من الهلال قبل ستة مواسم، ثم انضمامه للنصر منذ ثلاثة مواسم، يدرك أن اللاعب احتاج لمثل هذا البرنامج البدني اللياقي منذ ذلك الوقت، بعد زيادة وزنه بشكل لافت، وانخفاض معدله اللياقي بصورة ملحوظة، ما أجبر الأجهزة الفنية خصوصاً في تجربته مع النصر على خفض معدل الاعتماد عليه، كعنصر أساسي ثابت، على الرغم من الاتفاق الكبير بين النقاد والفنيين على موهبة اللاعب اللافتة في وسط الملعب، وأدائه المميز في مداعبة الكرة بحرفنة عالية، شوهتها زيادة وزنه ولياقته الضعيفة، التي لم تكن تسعفه للعطاء الواسع، ومجاراة اللاعبين المنافسين، حتى جاء قرار الهيئة مع انطلاقة تحضيرات المنتخب السعودي للمونديال، والحاجة التي أبداها الجهاز الفني في المنتخب لخدمات اللاعب. تفاعل اللاعب أحمد الفريدي مع البرنامج ونجاحه في تخطي مرحلته الأولى، أكد كثيراً اقتناع اللاعب قبل الجميع بحاجته منذ مواسم لمثل هذا البرنامج الاحترافي، للوصول إلى جاهزية عالية لخوض المباريات، وهو ما يثير علامات استفهام حول الأجهزة الفنية التي أشرفت على اللاعب تحديداً في فريقه النصر، وحول اللاعب الذي ظلم نفسه، ولم يبادر إلى طلب مثل هذا البرنامج في وقت سابق، ما هدد نهاية مستقبله الكروي في فترات ماضية، بعد أن توارى توهجه، وبات يمارس الكرة كتحصيل حاصل دون طموح مرتفع، يبدع في دقائق معدودة، ويستقر بعدها على دكة البدلاء. برنامج الفريدي الحالي فتح تساؤلات عدة حول حاجة الكثير من اللاعبين المحليين لمثل هذا البرنامج، وعلى من تقع المسؤولية في إخضاعهم لمثله؟، هل هي على اللاعب نفسه؟ أم على الأجهزة الإدارية والفنية؟ قبل مبادرة الهيئة الحاسمة، والأولى من نوعها في هذا الصدد، وهو التدخل المثالي الذي يفترض أن يمتد كذلك إلى لاعبين آخرين، تشابه حالتهم البدنية حالة الفريدي، ولازالوا يركضون في الملاعب بخطوات متثاقلة، وتخسر الكرة السعودية جهودهم، نتيجة غياب الوعي بحاجتهم إلى جرعات لياقية مضاعفة، عن أقرانهم من اللاعبين. النصر كفريق يضم أحمد الفريدي المنخرط حالياً في برنامجه اللياقي الخاص، سيخسر تواجد اللاعب لمباريات عدة، حتى مع نصف عطائه السابق لياقياً وفنياً، فيما أن فترة مابعد البرنامج ستكون بلا شك مفيدة للفريق وللاعب، والأهم من ذلك للمنتخب، وهو الأساس في تجهيز اللاعب لتمثيله في الفترة المقبلة، وسيظل هذا البرنامج درساً للفريدي خصوصاً فيما تبقى من مشواره الكروي، للاستفادة المثلى من مخرجاته، في استمرارية الاهتمام الشخصي من اللاعب بتطوير عطاءاته الفنية، ومستويات جاهزيته اللياقية، ولعله درس أيضاً لكل لاعب يرتضي التوقف عند محطة واحدة من النجومية، ولا يسعى للحفاظ على تألقه واستثمار موهبته.