برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سيف الإسلام بن سعود بن عبدالعزيز أولى فعاليات الموسم الثقافي لنادي المنطقة الشرقيةبالدمام، بإلقاء محاضرة أدبية بعنوان " الحزن في الرواية السعودية.. لماذا؟". وتحدث سموه قائلاً: "عندما كانت تلتمس طريقها، كانت الرواية العربية في المحيط المجاور لبلادنا قد حفلت بمحكيات الحروب والثورات إلى جانب حزن الآلام المتجسد في انكسار الأحلام وضيق الهوامش المختلفة وعزله المثقف وقد أصبح في بعض الأوقات الخيال الروائي انعكاساً لأوجاع المجتمع العربي والتقاط مفارقاته وتصوير أشكال الصراع داخله". وأضاف: إلا أنه بالرغم من أن الرواية السعودية بها الكثير من روح الفكاهة والسرد الإنشائي التجريبي إلا أنها حفلت كذلك بمصبات للحزن والشجن الذي تأتي منابعه من عدة عوامل منها العلاقة المشوشة بين الكاتب ومجتمعه والخوف من الصورة المرتسمة في أذهان المجتمع عن الأدب والأدباء. واصفاً الأحزان في الرواية السعودية ب"المقزمة". موضحاً: "بأنه تعبير وجداني لشخصيات منعزلة أو أن هذه الأحزان تعبير عن صراع محدود بين بطل هذه الرواية أو تلك وما حولها من المتناقضات". مضيفا: "ويندر أن نجد أحزان الرواية السعودية كملهمة لأحزان الإنسانية عموماً رغم أننا نؤكد أن الحزن الإنساني منتشر في المشرق والمغرب في الشمال والجنوب الكوني لكن يبقى التعبير عن جمال هذا الحزن إن صح التعبير عندما يكون تأثيره معلوماً تتشارك أحزان الناس جميعاً من خلاله، وهذه العولمة الحزينة قلما نجدها في الرواية السعودية التي راحت توغل في أحزانها المحلية ذات البعد الواحد وذات الصفة التي يمكن أن يقال: إنها مجرد ردات فعل لحدث معين". وبعيد المحاضرة فتحت مداخلات الحضور، حيث علّق سمو الأمير الروائي على سؤال ومداخلة للكاتب عبدالله الناصر حول العلاقة بين الحزن والإبداع و"هل نعتبر الحنين والأنين والغربة أنواعاً من الحزن أم أنواعاً من المعاناة؟. أجاب سمو الأمير موضحاً: "المعاناة هي الحزن، والحزن قد يأتي لأفراد يأتون ويذهبون لكنه لا يترجم إلى إبداع. مشيراً إلى أن الفراق والحرمان، كلها من عوامل الحزن، وهي تشعل قناديل الإبداع عند المبدعين". مضيفاً: "أظن أن كل الروايات العظيمة والملاحم ودواوين الشعر كان منبعها الحزن. مشيراً إلى أنه "لولا مرض الشاعر العراقي المعروف بدر شاكر السياب لما قدم إبداعه المعروف، الذي أثمر عن قصيدة المطر، فالحزن أثمر عن هذه القصيدة العظيمة جداً". معلناً: " الحزن صنو الإبداع ولا يمكن التفريق بينهما". ورداً على سؤال ضمن مداخلة الكاتب عبدالله الملحم التي تطرق فيها إلى أن "تاريخنا السعودي غني بالأحداث المهمة لو كتبت عنه بعض الروايات وتم تطويرها إلى عمل تلفزيوني، يصل إلى الشباب، ويكون أكثر التصاقاً بذاكرتهم وأذهانهم". أكد الأمير سيف الإسلام، أن تاريخ المملكة خزان ثقافي.. وعلق بالرفض على تحويل رواية من رواياته إلى عمل تلفزيوني "لأنها تأخذ من روح العمل الأدبي لصالح العمل الفني بما يخل به"، على حد تعبير صاحب رواية "الكنز التركي". وفي ختام المحاضرة كرّم وكيل إمارة المنطقة الشرقية الدكتور خالد البتال ورئيس نادي المنطقة الشرقية الأدبي ومدير الأمسية الأستاذ محمد بن عبدالله بودي، سمو الأمير سيف الإسلام بن سعود بن عبدالعزيز.