اتطلع شوقا كل اسبوع لمصافحة أذهانكم عبر هذه الزاوية وقد توقفنا في الاسبوع الماضي عند كلمة "بور" ونتابع هذا الاسبوع مع "بوز" البُوز في اللغة الفم وما حواليه وذلك في التاج وفي اللهجة الشعبية فلان له بوز أي له فم ظاهر وبارز يقول الشاعر دلان بن مساعد: ام الدلع والغنج لا تمد لي "بوز" تعال تفديك الرجال المتاعيس وأخذ من ذلك مجازا في مقدمة الحذاء " بوس " معنى بوس في لسان العرب البَوْسُ التقبيل فارسية معربة وأوردتها فقط للمعرفة ولكنها كلمة انتشرت انتشارا مهولا في أرجاء الوطن العربي وليس محيطا شعبيا فقط يقول الشاعر الشعبي حمد بن ناصر العوهلي اشتقت "أبوس" ايدك يايمه "بوش" البَوْشُ ضَجِيجُ الأَخْلاطِ من الاصوات والغَوْغَاءُ بجانب الابل وقَدْ بَاشُوا بَوْشاً . ويُقَالُ : تَرَكْتُهُم هَوْشاً بَوْشاً ولعل هذه الكلمة مع مرور الزمن أخذت على معنى تعالي الاصوات بغوغائية وعدم تنظيمها وكذلك أصوات الابل مجتمعة فطغى اسم الصوت على اسم الحيوان في اللهجة الشعبية كأحد مسميات الإبل قال شاعر الوطن خلف بن هذال العتيبي ونستي ملحا من البوش غاربها سناد فاهق سنامها ناشبن بردوفها "بوع" البوع في اللسان: قَدرُ مَدِّ اليَدَيْنِ ومَا بَيْنَهُمَا من البَدَنِ قال أَبُو ذُؤَيْبٍ : فلَوْ كَانَ حَبْلاً مِنْ ثَمَانِينَ قَامَةً وخَمْسِينَ "بُوعاً "نَالَهَا بالأَنَامِلِ والمعنى الآخر للبوع إِبْعَادُ خَطْوِ الفَرَسِ في جَرْيِه وكَذلِكَ النّاقَةُ ومنه قَوْلُ بِشْرِ بنِ أَبِي خازِمٍ : فَدَعْ هِنْداً وسَلِّ النَّفْسَ عَنْهَا بحَرْفٍ قَدْ تُغِيرُ إِذَا تَبُوعُ والإِبِلُ تَبُوعُ في سَيْرِها أَيْ تَمُدُّ أَبْوَاعَهَا وَيَمْلاُ ما بَيْنَ الخَطْوِات . فعلى المعنى الاول في اللهجة الشعبية يقول الشاعر: رجا عوض الشمري وشقر الذوايب فوق ردفه يجن "بوع" وعيونه الموت الحمر عنده أفواج وعلى المعنى الآخر يقول الشاعر : دبيان بن عساف السبيعى يا راكب حمرا تبوع الوطا "بوع" تشدا الظليم الى اعتلاه الجفالى "بوق" من المعاني الكثيرة لكلمة بوق في اللسان وغيره أي سرقة قالَ ابنُ عباد : باقَ القوَمَ بَوقَاَ : إذا سرَقَهم والخيانة والجمع بوائق كما في الحَدِيثُ : لا يَدْخُلُ الجنةَ مَنْ لا يأمَنُ جارُه بَوائِقَهُ أو كما قال عليه الصلاة والسلام وعلى المعنى الأول في اللهجة الشعبية يقول الشاعر الشعبي : خلاص معدوم الثقه وانت "بواق" يابايق اغلا الناس وأحلا الليالي وعلى المعنى الثاني في لهجتنا قال الشاعر عبدالله ابن بخيت: حنا هل العهد "مابقنا "بعهد وضمان نرقى بروس الطوال اللي عوى ذيبها وعلى المحبة نلتقي..