أكد مختصان أن زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى روسيا كانت لها نتائج إيجابية كبيرة، على المستويات السياسية، والأمنية، والاقتصادية، في ظل مكانتهما وتأثيرهما على الساحة الدولية. وأشارا إلى دور روسيا الاقتصادي الإيجابي في دعم مشاريع المملكة في مجال التطوير، والتصنيع العسكري، والمتابع السياسي، والاقتصادي يشاهد الكثير من التنسيق بين روسيا والمملكة منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم. وأوضحا ل"الرياض" أن المملكة ترحب بتفعيل الدور السياسي لروسيا في المنطقة، بهدف تسوية الصراعات القائمة، التي عجزت دول العالم الغربي عن إيجاد حلول جذرية لها. تعدد التحالفات وقال رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبدالعزيز بن عثمان بن صقر إن السياسة السعودية تقوم على مبدأ تعدد التحالفات، وعدم حصر العلاقة الخارجية بتحالف محدد مع جهة واحدة، أو معسكر دولي واحد. وأضاف: منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وتفتت المعسكر الشرقي، وجدت المملكة أن مصلحتها في فتح أبواب علاقاتها الخارجية لجميع الدول، مشيراً إلى أنه لم يعد العداء، أو التنافس العقائدي الذي سيطر على العلاقات خلال فترة الحرب الباردة قائماً.ولفت إلى أن روسيا -خصوصا خلال حكم الرئيس بوتن- تمكنت من العودة، والظهور كقوة كبرى على المستوى الدولي، وكقوة مؤثرة في التطورات الإقليمية، مشدداً على أنه لا يمكن تجاهل الدور الروسي المتنامي في شؤون المنطقة سياسيا وعسكريا ودبلوماسيا. وقال: تمكنت روسيا خلال السنوات القليلة الماضية من فرض قدراتها كمنتج ومصدر للأسلحة ذات التقنية العالية، وفتحت سياسة المملكة لتنويع مصادر التسلّح مجالات واسعة للاستعانة بالتكنولوجيا العسكرية الروسية، خصوصا في بناء قاعدة تصنيع عسكري وطني، وهي سياسة أعلنتها القيادة السعودية وجارٍ العمل لتدعيمها وانطلاقها. وتابع: في هذا المجال بالتحديد قد يكون لروسيا دور إيجابي في دعم مشاريع المملكة في مجال التطوير والتصنيع العسكري. دور روسيا في سورية وأشار صقر إلى أن الدور الروسي في الأزمة السورية سيكون إيجابيا طالما كان هدفه تأسيس قواعد عودة الاستقرار، والأمن وضمان وحدة الأراضي السورية، موضحا أن روسيا كانت ضحية التهديدات الإرهابية، كما عانت المملكة من جرائم الإرهاب، فهناك أرضية مشتركة للتعاون، والتنسيق لكون مصدر وطبيعة التهديدات واحدة. ولفت إلى أن المملكة أظهرت استعدادها للتعاون مع الجانب الروسي، وتم تطوير علاقات التعاون الثنائي بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب على أعلى المستويات، كما أن هناك مجالات واسعة للتعاون الاقتصادي بين الدولتين، ودفع عجلة الاستثمارات والمشاريع المشتركة، مؤكداً أن المملكة تتبع سياسة الباب المفتوح في مجال التنمية الاقتصادية، خاصة في ظل رؤية 2030. توافق كبير من جانبه، تطرق المستشار الاقتصادي والإعلامي الدكتور فؤاد آمين بوقري إلى التوافق الكبير بين المملكة وروسيا في الكثير من القضايا التي تشغل الساحة العالمية، مشيرا إلى أن حجم الصادرات والواردات بين البلدين في 2005 بلغ 235 مليون دولار، وارتفع عام 2008 إلى 450 مليون دولار. وأضاف أن المملكة وروسيا تعتبران من الدول المصدرة للنفط، وتأتي المملكة في الصدارة سواء كان في مجال الإنتاج أو التصدير، يليها روسيا. وقال: هناك ألفية جديدة بدأت بعد مرور 100 عام على بداية العلاقات، وإضافة قوية للارتقاء بتلك العلاقات وتطبيعها، حيث تم عقد الكثير من الاتفاقيات في المجال الاقتصادي والاستثماري بين البلدين. وأضاف: من خلال الزيارات المتبادلة بين روسيا والمملكة، سيرتفع حجم التعاون، وتوثيقه بين الدولتين لما فيه صالح شعبي المملكة وروسيا، وفق تنسيق كبير وعلى أعلى المستويات.وأوضح أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي بدأ استثمار 750 مليون دولار في مشروع أورال الصناعي القطبي الضخم الذي يتضمن إنشاء مجمع صناعي هائل، وسيكون بمثابة التعاون الرئيسي بين البلدين، وفي المقابل أظهرت بعض الشركات الروسية رغبتها بالاستثمار في المملكة، مشيراً إلى أن هناك مباحثات، ودراسات تتحدث عن البدء في 25 مشروعا مشتركا بين البلدين باستثمارات تزيد على 10 مليارات دولار. د. فؤاد بوقري