تبدو الفرصة سانحة أكثر من أي وقت مضى لتأسيس شراكات استراتيجية بين المملكة وروسيا في مختلف المجالات، وبخاصة في 5 مجالات أساسية؛ هي: الطاقة (نفط وغاز وطاقة نووية)، والاستثمارات الزراعية، والبتروكيماويات، والتصنيع العسكري، والتعاون الاقتصادي المفتوح. ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية، الأربعاء (4 أكتوبر 2017)، عن مصادر سعودية لم تسمها، أن المملكة ستعتمد في إرساء الشركات الاستراتيجية مع روسيا على كبرى شركاتها، وفي مقدمتها عملاق النفط "أرامكو السعودية"، بجانب شركات واعدة مثل "شابك" و"معادن"، إضافة إلى كبريات الشركات الزراعية. يشار إلى أن السعودية أعلنت، إبان زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى سان بطرسبرج، في يونيو 2015، ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ عزمها بناء 16 مفاعلًا نوويًّا للأغراض السلمية ومصادر الطاقة والمياه، وأن روسيا سيكون لها الدور الأبرز في تشغيل تلك المفاعلات. وفي هذا السياق، أعلن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، قبل أيام، أن السعودية وروسيا ستؤسسان صندوقًا جديدًا للاستثمار في الطاقة بقيمة مليار دولار، موضحًا أن هذا الصندوق سيضع اللمسات الأخيرة على تأسيسه خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى موسكو يوم غد الخميس (5 أكتوبر 2017)، ويأتي في إطار جهود اثنين من أكبر منتجي الخام في العالم للتوسع في التعاون بينهما. ووفقًا لذات المصادر، فإن المملكة لديها النية أيضًا للاستثمار في المجال الزراعي في روسيا بقوة، من خلال شراء شركات روسية أو إنشاء شركات جديدة، توفر للسعودية الأمن الغذائي لوارداتها الغذائية، لا سيما من الحبوب، بجانب الاستفادة منها على نطاق تجاري، والتصدير لعدد من دول العالم الأخرى. وتشير الصحيفة إلى أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى روسيا، تأتي بعد 66 زيارة رسمية قام بها مسؤولون سعوديون إلى روسيا منذ زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في يونيو 2015؛ حيث تركز معظمها على تعزيز الشراكات الاقتصادية والتجارية ودفعها إلى مستويات متقدمة. وبحسب خبراء، فإن هناك فرصة كبيرة للتعاون بين موسكووالرياض في مجال التكنولوجيا والتصنيع العسكري بين البلدين، على أساس قدرات روسيا الضخمة كمنتج ومُصدِّر للأسلحة ذات التقنية العالية، في حين أن المملكة تتبع سياسة التنوع في مصادر التسلح، وتطمح كذلك إلى بناء قاعدة تصنيع عسكري وطني في المملكة، وهي سياسة أعلنتها القيادة السعودية، وجارٍ العمل لتدعيمها وانطلاقها، وفي هذا المجال بالتحديد، قد يكون لروسيا دور إيجابي في دعم مشاريع المملكة في مجال التطوير والتصنيع العسكري. وبعيدًا عن الاستثمار والاقتصاد، فإن المصادر السعودية قطعت ل"الحياة"، بأن القضايا والملفات السياسية ستحظى بنصيب وافر من زيارة الملك سلمان لموسكو؛ حيث ستركز على تعزيز التعاون مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب الذي تقوده الرياض، بالإضافة إلى توحيد الرؤى في المواقف السياسية وكيفية حل النزاعات لا سيما في منطقة الشرق الأوسط.