هنا في هذه المساحة نجدد الاضاءة لنصوص الفيس بوك التي تقدم لنا أحيانا كتابة مبدعة تستحق التوقف وإعادة القراءة, بداية من هواء الشاعر ابراهيم حسين الذي يتحرك ويحملنا مثل قراطيس لننتظر ونترقب. وتقدم الشاعرة السورية المعروفة مرام المصري نصا شعريا عن امرأة النافذة وعن عشيقة جماله الناقص, في صور عالية الاسئلة والايقاع وغاية في الابداع.. الشاعر المتميز أمجد ناصر في تأمل عميق يرقب عودة الآباء في آخر العمر الى تمثل أولادهم. في حين تتساءل شاعرتنا المبدعة ثورة حوامدة عن سر انحسار الروح في أجساد لم تلتق بها العين يوما. الشاعر العراقي كاظم خنجر يكتب عن أخته التي ماتت ويتذكر من سطح البيت في صورة حميمية ومؤلمة أطفال الجيران الذين كانوا يرمونها بالحجارة كلما تركتها أمه في باب البيت. فكاهيات الشاعر عصام أبو زيد تنقلنا نوعيا نحو راحة الروح من الشعر الجاد جدا الى الشعر الذي يقدم لك المفارقة الكوميدية في أبسط صورها اللذيذة حين يكشف لنا: أنا خجول بطبعي، وكما تعلمين: يتضاءل حجم الرجال في كوكبنا, بسبب المناخ السيئ, وغياب الحنان. هواء صار الهواء يحملُنا مثلَ قراطيسَ منتشية، لا تعرفُ أين سيسري بها أو أين سيحطُّها، بل لا تريدُ أن تعرف ولم يعد يعنيها ذلك. صار الهواء يسوقُنا ويرفعُنا عاليا لنبرقَ ونرفَّ، ننتظر ونترقّب. إبراهيم الحسين المرأةُ التي تنظرُ منَ النافذةِ تتمنى أن يكونَ لها ذراعان طويلان لتضمَّ بحنان العالمَ بشماله وجنوبه بشرقه وغربه إلى صدرها تتمنى أن يكونَ لها يدان كبيرَتان لتداعبَ شَعْرَهُ تتمنَّى أنْ تكتُبَ قصائدَ لتُخفِّفَ من أحزانِهِ هيَ التي أهدتهُ كيانَها هي التي تبكي وتبتسمُ معَهُ هي أمُّ جميع أطفالِهِ وأختُ نسائِهِ وعشيقة جماله الناقص مرام المصري أوراق والدي تراءى لي الزمن، وأنا أقرأ أوراق والدي، دائرياً، يبدأ من نقطةٍ ثم يعود إليها. أفهم أن يتقمّص الأبناء شخوص آبائهم، حتى وهم يظنون أنهم يتمرّدون عليهم. ولكن ما أدهشني، حقاً، أن يعود الآباء، بعد مشارفة دورة العمر على الاكتمال إلى تمثّل أبنائهم. أمجد ناصر صخرة ما الذي يدفع صخرة كبيرة للسقوط في المنحدر دون توقف وكل هذا الجمال رفع في الأعالي؟ ما الذي يجعل الغيم يرضخ لبطش الصحراء المفرغة من الروح ولمجرد أنه سخي يمطر؟ وما سر انحسار الروح في أجساد لم تلتق بها العين يوما؟ ثورة حوامدة كانت لديّ أخت صغيرة مَعُوقة ماتت من سنوات البارحة وأنا أنظف سطح البيت سحبت كرسيها المدولب من تحت الخردوات جلست فيه أقشر السنوات تذكرت أطفال الجيران الذين كانوا يرمونها بالحجارة كلما تركتها أمي في باب البيت لم تكن تبكي أبداً فقد كانت تلعب معهم ولكن بدمها تذكرت أشرطة أمي الخضراء المعقودة على ذراعيك المُختنقين أيها الكرسي أمي الجائعة التي لا تملك سوى الدمع تأكله ويأكلها اليوم وحدي بلا أم ولا أخت أضع سنواتي على الكرسي المدولب وأدفعه أمام باب البيت مُدركاً بأن الرياح العالية تدفع الغبار باتجاه واحد كاظم خنجر خذي اجازة وسافري إلى مدغشقر أمي ولدتني هناك، ويمكنك أن تعثري على بيتِ ولادتي لعلكِ تفهمين سرَ زهرةِ المانوليا على كتفي زهرة فريدة ونادرة تنمو على خجلٍ بين الصخور وكانت أمي تجمعها بعيدًا عن عيونِ أبي أبي الطالب المجنون في معهدِ الفنون رفضَ أن ينحتَ من الطينِ وجه فلاحٍ مات وقالَ إن الطينَ يبكي، وإن الفلاحَ اشترى عمرًا جديدًا وذهبَ ليرقصَ مع القرودِ على الشاطيء. (نصف قصيدة، والباقي بعدين... مش فاضي دلوقتي... يا رب يموت الشعر) ..... يتضاءل حجم الرجال في كوكبنا بسبب المناخ السيئ وغياب الحنان. عصام أبو زيد من أعمال الفنانة بدرية الناصر من أعمال الفنانة لبنى يس