في عام 1997 مات أخي، وكان جميلا ورائعا مثلما ذلك الفجر الذي تفتح نوافذ أرواحنا على بريقه كل صباح، كنت أحبه حتى اللاوعي، لكنه رحل، ما زالت بُقع جراحه في روح أمي لم تلتئم، وعندما ننام تظل تبكيه حتى الصباح. في عام 2000 ماتت أختي هي أيضا، وكانت رائعة وجميلة مثلما ذلك الفجر، بل كانت أروع من الشمس والقمر ومن طفولة الأطفال، جرح آخر أضيف إلى جراحنا وفاجعة أخرى أضيفت إلى جسد أمي الذي وهن من البكاء والحزن، لك الله يا أمي لقد بتنا نخاف عليك حتى الحنق. في عام 2005 مات أبي قتلته بندقيته خطأ وقتلتنا معه، كان أبي سقف البيت الذي نعيش تحت ظله، وعندما مات بقيت أنا وإخوتي وأمي تحت سطوة المطر، وحرارة الشمس، وبرودة الشتاء القاتلة، بقيت أنا وإخوتي بلا ظل، ظلنا أفل، ونحن نتوقع الفقد في أي لحظة، لكنه ليس بحجم أبي الذي رحل، أبي كان شيئا آخر، أبي لا يضاهيه فقد. منذ عام 1997 وحتى اليوم ما زالت أمي تبكي والدموع تسيل من عيونها كل مساء. أبي، وأخي، وأختي.. نائمون هناك إلى الأبد.