عن دار رياض الريس للكتب والنشر اصدر الكاتب والصحافي المصري مصطفى الحسيني كتاباً بعنوان «إذا مات الموت - نظرات في تغيير العالم». وهو عبارة عن بحث في أسباب تغير العالم وتطوره من جهة وتخلفه كذلك. يذهب فيه الحسيني إلى تعريف هذا التغير ومناقشته بأسلوب صحافي يعتمد اللغة السهلة ولكن محشوة بالمعلومات البحثية القيمة التي لا تستند فقط إلى تحليل الواقع وفق مدلولات الحاضر ولكنها تستلهم من التاريخ ما يناسب الاسقاط على الحاضر، خاصة الحاضر العربي الذي يعاني من مشاكل كبيرة في بنيانه الاجتماعي والسياسي كاشفاً من خلال العرض الشيق للموضوع عن دراية ومعرفة تميزانه عن غيره من الكتاب الذين صرفوا أعمارهم في مهنة الكتابة والصحافة معاً. الكتاب الذي يقع في 459 صفحة من القطع الوسط، وزعت موضوعاته على خمسة أقسام وخاتمة بأبواب متعددة العناوين اضافة إلى مقدمة جاءت في أربعة عناوين مختلفة اسماها الحسيني تجاوزاً «مقدمات» حيث تختلف فيها الابواب التي عنونت «في حماقة الكاتب» و«في تعريف العقل» و«في حرية الصحافة» و«حالة الأمة». وفي الباب الاول منها يسأل الحسيني: «هل الكاتب أحمق بحكم المهنة؟!» يفترض الكاتب في نفسه أنه معلم القارئين، كما يتوسل اليهم بالسعي إلى ما يمتعهم، فيحمل نفسه عبئين بدلاً من عبء واحد كما سائر المهن، وفوق هذا، يضع نفسه على منزلق أن يكون واعظ الملك ومهرّج البلاط» وهو يحاول ايضاح الفرق بين المعلم والكاتب «اجمالا، المعلم يعلم التلاميذ، بينما الكاتب يتداول مع القارئين»، «اخطر المنزلقات أن تختلط لدى الكاتب وظيفة ما يكتب مع وظيفة المرآة، يتطلع فيها إلى نفسه معجباً، كما فعل نرجسي في النظر إلى حُسن وجهه على صفحة بركة الماء الرائقة وبقي كذلك حتى أماته اعجابه بنفسه. وهو منزلق غير قليل الشيوع يكلف الكاتب أن لا يخاطب إلا نفسه». - عن رياض الريس أيضاً صدر كتاب «المحاكمات السياسية في سورية» للمحامي والكاتب السوري هاشم عثمان، يعالج فيه من خلال مادة تاريخية وتوثيقية هامة جداً القوانين التي وضعت لمعاقبة المختلفين سياسياً مع النظام الاشتراكي منذ العام 1965م حيث بدأت الدولة تطبق قوانين صارمة جداً تصل لحد الاعدام بحق مخالفيها في الرأي. ويقول الكاتب في مقدمة كتابه الذي يصل عدد صفحاته إلى 394 من القطع الكبير «عرفت سورية، في حقبة تاريخها الحديث، العديد من المحاكمات التي شغلت الرأي العام، لما أحيطت به من دعاية واثارة، وتتبع وقائعها ومجرياتها باهتمام زائد. وأهم هذه المحاكمات، المحاكمات السياسية، أو التي ألبست ثوباً سياسياً ثم المحاكمات المتعلقة بحرية الرأي والتعبير». يسرد الكاتب في مؤلفه هذا أهم المحاكمات التي جرت في سورية. وتكفي نظرة واحدة على الفهرس ليعرف القارئ انه أمام حوادث ومحاكمات لم تنشر أحداثها حتى في الصحف التي هي أيضاً كانت في فترات كثيرة تقف في قفص الاتهام.