لا شك أنَّ المنتخب أولًا، وهو المهم والأهم وصاحب الأولوية حين يتحتم علينا الاختيار بين متعدد، ولا يحتاج الأمر المزايدة من بعض من امتهنوا في وقت سابق الحرب على المنتخب ولاعبيه، وتنافسوا على النيل منه وإطلاق الألقاب الساخرة عليه بدافع الميول، ولا أولئك الذين سبق لهم ملاحقة بعض لاعبي المنتخب بتهمة تعاطي المنشطات عبر قنوات خليجية وأثناء تواجدهم مع الأخضر في مشاركة رسمية، فهؤلاء هم من كانوا ولا زالوا بحاجة لأخذ دورات ودروس عن تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وعن مصلحة المنتخب التي يتاجرون بها اليوم لحاجة في نفس يعقوب!. أمَّا وقد وضع الهلال قدمًا في نهائي القارة، واقترب من تحقيق إنجازٍ مهم للكرة السعودية، افتقدته منذ أكثر من 12 عامًا، فإن مصلحته ودعمه لا تختلف عن مصلحة ودعم المنتخب، بل ربما يكون الفريق الازرق اليوم هو الأهم إذا ما علمنا أن النهائي الآسيوي الذي أصبح "الزعيم" أبرز المرشحين للوصول إليه سيكون بعد أسابيع قليلة، فيما ستكون مشاركة المنتخب في كأس العالم بعد تسعة أشهر، وإذا ما علمنا أنَّ تفريغ دوليي الفريق لثلاث مباريات مصيرية ثمنها لقب قاري يضاف للكرة السعودية الغائبة طويلًا عن الإنجازات القارية أهم من أخذهم لمعسكر إعدادي للمنتخب الذي لن يخوض أي مباراة رسمية قبل تسعة أشهر من الآن، وإذا ما علمنا أن تفريغهم سيحميهم من الضغط النفسي والبدني والعضلي الذي ربما يدفع ثمنه المنتخب قبل أن يدفع ثمنه الهلال!. لم يكن على الهلال أن يقدم طلبًا بتفريغ لاعبيه، ولم يكن على اتحاد القدم أن ينتظر طلب الإدارة الزرقاء فضلًا عن رفضه واستبداله ذلك بتأجيل مباراة الرائد التي ستساهم في جعل الفريق يلعب قاريًا ومحليًا عددًا كبيرًا من المباريات في شهر أكتوبر وفي مدة زمنية قصيرة، وهو ما قد يعرض لاعبيه للإصابات قبل نهائي آسيا، وسيكون الخاسر فيها المنتخب قبل الهلال، بل كان الواجب على اتحاد القدم أن يبادر لتقديم دعمه ومساعدته اللوجستية منذ التأهل لنصف النهائي وصار الأمل الوحيد للكرة السعودية في البطولة، وأن يقتدي بتركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة الذي بادر بالتهنئة الهلال والإعلان عن تقديم مكافأة سخية لكل لاعب مقابل التأهل لنهائي القارة، بينما يتردد اتحاد القدم في الدعم كممثل وحيد للكرة السعودية خوفًا من "زيد" أو خشية من تشكيك "عبيد"!.