حتى موعد نهائيات كأس العالم صيف العام المقبل في روسيا، ليس أمام الكرة السعودية من استحقاقات يمكن من خلالها تحقيق منجز يسجل باسم الوطن، سوى المشاركة الهلالية الآسيوية والتي يتطلع الوسط الرياضي أن تنتهي بتتويج "الزعيم" بلقبها الذي سيعزز ويؤكد عودة كرتنا للواجهة القارية. اعتادت أنديتنا كافة على أن تجد الدعم من اتحاد الكرة وهيئة الرياضة منذ عقود حين تذهب للمشاركة خارجياً من أجل تسجيل تفوق يجير للوطن وشبابه، وهو ما يجب أن يستمر مع المهمة الهلالية لاستعادة السيادة السعودية لأندية آسيا، خصوصاً في جانب تفريغ اللاعبين الدوليين لمشاركة فريقهم وعدم ضمهم لقائمة المنتخب التي ستخوض مواجهتين تجريبيتين في مستهل الاستعداد لكأس العالم. تسعة أشهر تبقت على انطلاقة الحدث الرياضي الكبير في موسكو، وهذا يعني أن المشاركة ستكون بعد نهاية الموسم الرياضي المحلي بفترة كافية وأن المرحلة الراهنة لا يجب أن تعدو كونها مرحلة استكشاف للأسماء التي من الممكن أن تخدم المنتخب السعودي حين يذهب إلى هناك، في وقت من المؤكد أن الجهاز الفني بقيادة الأرجنتيني باوزا لا يجهل إمكانات لاعبي الهلال واللاعبين السعوديين الذين مثلوا فريقهم الوطني في التصفيات التي انقضت مؤخراً. حتى وإن لم يقتنع باوزا بفكرة تفريغ لاعبي الفريق "الأزرق" فإنه من المهم أن يلعب الاتحاد بقيادة عادل عزت -الذي لم يدعم ممثل الوطن بأي مبادرة تذكر حتى الآن- والجهاز المشرف على المنتخب بقيادة ماجد عبدالله الذي تمنى للهلال التوفيق في مشواره القاري، دوراً في إقناع صاحب القرار الفني الجديد لاعتبارات عدة أهمها أننا لا زلنا في طور رسم الملامح التي سيكون عليها فريقنا في المونديال، فضلاً عن أن ذلك سيكون مسبباً للإرهاق في ظل أن خوض مواجهتين تجريبيتين أمام جامايكا وغانا أقل أهمية بالنسبة للاعبين من الوصول لمباراة نهائية في بطولة قارية. وعدا عن ذلك، فإن المشاركة في اللقاءين التجريبيين الدوليين والذهاب إلى عُمان لخوض إياب نصف نهائي في غضون عشرة أيام سيشكل إرهاقاً للاعبي الفريق وربما يعرضهم لإصابات تحرم المنتخب من مشاركات في مباريات أكثر قوة ويحرم فريقهم من خدماتهم في المنافسات المحلية. مهم جداً أن يعي اتحاد الكرة دوره، فهو وإن أثار صمته الإعلامي وامتنع عن دعم الهلال في مهمته الوطنية مُطالباً بالتجاوب مع مطالبات الجهاز الفني الذي أشرف على إعداد الفريق ويعرف جيداً الآثار السلبية لتعرض اللاعبين للإرهاق وربما الإصابات، فهل يتحلى الاتحاد بالمسؤولية بشكل أكبر ويتجاوب مع هذه المطالب؟.