تعرض أكثر من 2600 منزل للحرق في مناطق شمال غرب ميانمار التي يشكل الروهينغا أغلب سكانها الأسبوع الماضي في واحدة من أشد موجات العنف ضد الأقلية المسلمة خلال عقود، وفق ما أفادت حكومة ميانمار أمس. وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة: إن نحو 58600 من الروهينغا فروا إلى بنغلادش نتيجة أعمال العنف في حين يواجه عمال الإغاثة صعوبات للتعامل مع الموقف المتدهور. وعلق برنامج الغذاء العالمي توزيع المساعدات بسبب المعارك حيث يشهد الوضع الإنساني تدهوراً كبيراً مع ارتفاع حصيلة القتلى ونزوح عشرات الآلاف من السكان من الروهينغا. ويلقي المسؤولون في ميانمار باللوم في حرق المنازل على جيش إنقاذ الروهينغا في أراكان. لكن الروهينغا الفارين إلى بنغلادش يؤكدون أن جيش ميانمار يقوم بحملة حرق وقتل تهدف إلى إجبارهم على الرحيل. ويقول محمد عمر أحد جنود جيش الروهينغا (20 عاماً): إنه يجري تدريب وتسليح المجندين الجدد في حركة التمرد التي نجمت عن استياء الأقلية المسلمة المضطهدة، في تلال ولاية راخين، مشيراً إلى أنه انضم للجيش بعد أول عمل مسلح له وتلبية لدعوات أطلقت إلى الروهينغا لينتفضوا دفاعاً عن قراهم. بدورها، أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك والتي حللت صوراً عبر الأقمار الصناعية وروايات الروهينغا الفارين إلى بنغلادش أن قوات الأمن في ميانمار أضرمت النيران عمداً في المنازل. وقال فيل روبرتسون نائب مدير قسم آسيا في هيومن رايتس ووتش: "تبين الصور الجديدة للأقمار الصناعية حجم الدمار الشامل لقرية مسلمة وتثير مخاوف خطيرة بأن مستوى الدمار في ولاية راخين الشمالية ربما يكون أسوأ بكثير مما كان يعتقد في بادئ الأمر". وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قلقه البالغ إزاء تقارير حدوث تجاوزات أثناء العمليات الأمنية التي نفذتها قوات الأمن في ميانمار في ولاية راخين، حاثاً حكومة ميانمار على ضبط النفس والتزام الهدوء لتجنب وقوع كارثة إنسانية. وتشهد ولاية راخين التي تسمى أراكان أيضاً، تاريخ نزاعات بين الروهينغا المهمشين والأغلبية البوذية. وفي السنوات الأخيرة تصاعد العنف وأدى إلى أزمة إنسانية خطيرة.