ضعفت شدة المنخفض المداري هارفي مع تقدم توغله فوق ولاية لويزيانا الأميركية أمس الخميس مخلفاً سيولاً قياسية دفعت مئات الألوف من السكان للفرار من ديارهم في تكساس وارتفع عدد القتلى بالعثور على المزيد من الجثث مع انحسار المياه. ومن المتوقع أن تكون العاصفة التي شلت الحركة في هيوستون من أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة في تاريخ الولاياتالمتحدة وتضع أمام إدارة الرئيس دونالد ترمب تحدياً كبيراً يتمثل في مواجهة الوضع الإنساني وإعادة البناء. وقتلت العاصفة 35 شخصاً على الأقل وأجبرت 32 ألفاً على اللجوء لمراكز إيواء منذ أن ضربت الشاطئ قرب روكبورت بولاية تكساس على خليج المكسيك يوم الجمعة الماضي لتصبح أقوى إعصار يضرب الولاية منذ نحو نصف قرن. وقال ريتشارد مان مساعد رئيس إدارة الإطفاء لرويترز: إن إدارة الإطفاء في هيوستون ستبدأ جهود بحث من مبنى لمبنى اليوم الخميس لإنقاذ الناجين المحاصرين وانتشال الجثث. وقال ديريك فورمان رئيس بلدية بورت أرثر في تكساس على موقع للتواصل الاجتماعي: "مدينتنا بكاملها مغمورة بالمياه" ورفع على الموقع نفسه تسجيلاً مصوراً لمياه السيول تملأ منزله في المدينة التي يقطنها 55 ألف شخص وتبعد نحو 160 كيلو متراً شرقي هيوستون. وقالت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية: إن منسوب الأمطار بلغ نحو 75 سنتيمتراً في بورت أرثر. وقالت مدينة بومونت قرب بورت أرثر: إن إمدادات المياه انقطعت بسبب دمار ألحقته السيول بمحطة ضخ المياه وإن سكان المدينة البالغ عددهم 120 ألف نسمة لن تصلهم المياه اعتباراً من صباح الخميس. وأمرت مقاطعة فورت بند بإجلاء السكان أمس من منطقة خزان مياه باركر. ويبعد الخزان 12 كيلو متراً عن هيوستون. ولم توضح المقاطعة عدد السكان الذين يشملهم أمر الإجلاء. وبثت السماء الصافية في هيوستون أمس شعوراً بالارتياح في نفوس السكان بعد أمطار غزيرة استمرت خمسة أيام. وأقلعت أول رحلة طيران من هيوستون منذ بدء العاصفة مساء أمس الأربعاء. وقال سيلفستر ترنر رئيس بلدية المدينة إنه يأمل أن يعاد فتح ميناء هيوستون، وهو من أزحم المواني الأميركية، قريباً. وقال الميجر تشاد نورفيل من مكتب قائد شرطة مقاطعة فورت بند على تويتر: إن أحدث وفيات أعلن عنها الأربعاء شملت زوجين غرقاً أثناء قيادة سيارة في تكساس. وقالت الشرطة في مقاطعة هاريس: إن 17 شخصاً مازالوا في عداد المفقودين.