قال «المركز الوطني الأميركي للأعاصير» أمس إن العاصفة المدارية «هارفي» ضعفت لتتحول إلى منخفض جوي. وأضاف المركز أن العاصفة على مسافة 15 كيلومتراً جنوب غربي الإسكندرية في لويزيانا وأن أقصى سرعة للرياح بلغت 55 كيلومتراً في الساعة. وذكر المركز أن السيول العنيفة ما زالت مستمرة في جنوب شرقي تكساس وأجزاء من جنوب غربي لويزيانا، مضيفاً أن خطر الأمطار الغزيرة انتهى في منطقة غالفستون. وقال المركز: «لكن السيول الكارثية التي تهدد الأرواح ستستمر في هيوستون وحولها وفي بومونت بورت آرثر شرقاً، حتى جنوب غربي لويزيانا في الأيام المقبلة». وتقع هيوستون تحت ضغط في ظل وصول عشرات الآلاف إلى مراكز الإيواء بالمدينة هرباً من المنازل والطرق التي غمرتها المياه، بينما وقعت بعض حوادث السرقة والسطو المسلح ما أدى لفرض حظر تجول بعد منتصف الليل. وظهر التوتر على مسؤولين بالمدينة ومسؤولين إقليميين بعد أن عملوا لأسبوع أو أكثر بلا توقف في الاستعدادات للعاصفة وإجراءات التعامل مع آثارها وطلب رئيس بلدية هيوستون سيلفستر تيرنر من الكونغرس بوضوح سرعة الموافقة على المساعدات لضحايا العاصفة. ووصلت العاصفة إلى اليابسة الجمعة الماضي قرب كوربس كريستي وهي الأعنف التي تضرب تكساس منذ أكثر من 50 عاماً، إذ أودت بحياة 25 شخصاً على الأقل واضطر 30 ألفاً للفرار إلى مراكز إيواء طارئة. وتقدر الخسائر بعشرات البلايين من الدولارات. وصوت مجلس مدينة هيوستون لصالح تخصيص 20 مليون دولار لجهود التعافي، لكن مسؤولين قالوا إن «هذه خطوة أولى وسيكون هناك حاجة لمبالغ أكبر بكثير». وقال حاكم تكساس غريغ أبوت إن الولاية قد تحتاج مساعدات اتحادية تتجاوز 125 بليون دولار، مشيراً إلى أنه يجب أن تحصل المنطقة على أموال أكثر من التي أقرها الكونغرس لضحايا الإعصار «كاترينا» العام 2005. وتعهد مدعي عام مقاطعة هاريس كيم أوج بمحاكمة السارقين وقال إنه تم إلقاء القبض على 40 شخصاً على الأقل لممارستهم النهب. وعُثر امس على جثث ستة من افراد اسرة واحدة داخل شاحنتهم بعد ان كانوا فقدوا منذ الاحد الماضي، إثر فيضانات ناجمة عن الاعصار. وقال العمدة إد غونزالس خلال مؤتمر صحافي: «يمكننا ان نؤكد وجود مجموعة من ستة قتلى داخل هذه الشاحنة، هم شخصان وأربعة من أحفادهما الذين تتراوح أعمارهم من ستة الى 16 عاماً». وحوصرت الشاحنة البيضاء في مياه موحلة قبل ان يقذف بها التيار، وتمكن سائق الشاحنة من الخروج منها، لكنه عجز عن مساعدة والديه واحفادهما الاربعة. ولا يزال من الصعب تحديد العدد الدقيق للوفيات الناجمة عن الاعصار. إلى ذلك، أعرب وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون عن شكره الحار للمكسيك امس لاقتراحها تقديم المساعدة لتكساس الغارقة بالفيضانات، في وقت تشهد العلاقات بين البلدين توترات على خلفية جدار حدودي يسعى الرئيس الاميركي دونالد ترامب لتشييده. وقال تيلرسون خلال استقبال نظيره المكسيكي لويس فيديغاراي بواشنطن: «أود أن أشكر الحكومة المكسيكية على اقتراحها مساعدة ولاية تكساس». واجابه نظيره المكسيكي: «نحن جيران وأصدقاء وهذا ما يفعله الأصدقاء». واعلنت مكسيكو الاحد الماضي انها اقترحت تقديم مساعدتها للولايات المتحدة بعد وصول الاعصار الى ولاية تكساس.