إن الحقيقة التي انكشفت للجميع هي أن المال والإعلام والأكاذيب لا تصنع الدول، وأن الدول المتقدمة لا تحتاج إلى إعلام كاذب، وأن النظام القطري تخلى عن المنظومة العربية لصالح مخططات أجنبية هدفها نشر الفرقة، وتهديد الأمن والاستقرار في الوطن العربي تمادى النظام القطري في مسلسل الكذب والتحريض مستخدماً المال والإعلام في؛ ادعاء المظلومية أمام العالم، ونشر الأكاذيب، واستخدام أساليب التحريض، ونشر الكراهية. يفعل ذلك امتداداً لقيامه بدور أداة تآمرية يسعى من يديرها إلى إحداث الفرقة والفوضى في أرجاء الوطن العربي لتحقيق أهداف ليست في مصلحة العرب. النظام القطري اتخذ موقفاً عدائياً محرضاً ضد كثير من الدول العربية، هو الذي بدأ هذا الموقف المهدد لأمن واستقرار المنطقة، وبدأ الاعتداء على سيادة الدول ثم يزعم بعد المقاطعة أنه يدافع عن سيادته!! وصلت الأكاذيب حدها الأعلى الذي جعلها مثاراً للسخرية وعنواناً لإفلاس النظام القطري وإعلامه. بدأ مسلسل الأكاذيب منذ زمن طويل وأصبح سياسة مبرمجة بالتزامن مع إنشاء قناة الجزيرة. واستمر هذا المسلسل حتى وصل حديثاً إلى كذبة الانضمام إلى التحالف ضد الانقلابيين في اليمن. وحين انكشفت الخيانة والمؤامرة، جاءت مقاطعة النظام القطري كنتيجة حتمية لوقف خطة المؤامرة ودعم المنظمات الإرهابية ونشر الفوضى والكراهية في المنطقة العربية وبين الشعوب العربية. قاد ذلك إلى كذبة جديدة حين حولها النظام القطري من مقاطعة إلى حصار وحرك آلته الكاذبة (الجزيرة) للتركيز على هذا الاتجاه في مخاطبة العالم. ويستمر مسلسل الكذب والتناقض حين ينفتح المسرح على مشهد مسرحي هزلي يزعم أن النظام القطري لا يتدخل في شؤون الدول الأخرى ولكنه يفعل ما يفعل نصرة للإسلام، وحقوق الإنسان والديموقراطية. الجمهور يصاب بنوبة ضحك هستيرية لا يفيق منها إلا بسؤال صارخ عن هذه الكذبة العبقرية. ثم يرثي الجمهور لحال المسلمين وحقوق الإنسان والديموقراطية إذا كان نظام قطر هو الذي يمثلها وكأنه (انظر من الذي يتحدث!).. وتكبر الأكاذيب حتى وصلت إلى المدى المنفلت معبرة عن موقف انفعالي مرتبك لا يملك في جعبته إلا الأكاذيب وأساليب التحريض وقلب الحقائق. وهذا ما حدث في الحديث عن الحج، وتحرير الكويت. الكذبة الأكبر في هرم الأكاذيب هي الحديث عن تسييس الحج. والمعروف على مستوى العالم أن المملكة ترفض تسييس الحج وتعلن بشكل مستمر عن هذا الموقف الثابت الذي يتوافق مع مسؤولياتها تجاه كل المسلمين. إيران حاولت مراراً تسييس الحج وقامت بأعمال تخريبية وإرهابية بهدف الإساءة إلى المملكة وقدراتها في إدارة الحج ولكنها فشلت وانكشفت، ثم يأتي النظام القطري ليكون بوقاً للنظام الإيراني ويطالب بتدويل الحج وهو مطلب قوبل بالاستهجان والسخرية لكنه كشف عن موقف قطري كان يتدثر بالخداع والكذب منذ سنوات. كيف لمنصف أن يتجاهل ويكذب في قضية تسييس الحج ويقلب المواقف، وينكر مسؤولية المملكة وجهودها وإنجازاتها في خدمة وحماية الحرمين الشريفين؟! وهذا موضوع يحتاج إلى مجلدات ومن الظلم الحديث عنه في مقال قصير. وكيف لعاقل أن يقلل من الدور الذي قامت به السعودية في تحرير الكويت. حكومة الكويت وشعبها يعرفون هذه الحقيقة أكثر من غيرهم، وتاريخ تلك الفترة الموثق معروف للجميع ولا ينكره إلا إعلام كاذب حاقد محرض ممثلاً بقناة الجزيرة. إن الحقيقة التي انكشفت للجميع هي أن المال والإعلام والأكاذيب لا تصنع الدول، وأن الدول المتقدمة لا تحتاج إلى إعلام كاذب، وأن النظام القطري تخلى عن المنظومة العربية لصالح مخططات أجنبية هدفها نشر الفرقة، وتهديد الأمن والاستقرار في الوطن العربي. الحقيقة الصامدة أمام أكاذيب النظام القطري ووسيلته الإعلامية الكاذبة هي أن سياسة اللعب على التناقضات والاستقواء بدول لها أطماع استعمارية ليس في مصلحة قطر وهو محاولة من داعمي قطر لدفعها في طريق العناد من أجل إطالة الأزمة وهو ما يحقق أهداف المستغلين لثغرة قطر التي تزعم أنها تدافع عن سيادتها في كذبة تضاف إلى ملف الأكاذيب الضخم. قطر تتطلع أن تكون دولة عظمى، وقد تحقق لها ذلك ولكن في مجال الكذب والتناقضات والتحريض ونشر الفوضى والكراهية، ودعم المنظمات الإرهابية. وهي في تلك المجالات مؤهلة لدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية، ولو وجدت جائزة نوبل للكذب لكانت بجدارة من نصيب النظام القطري.